المتابع للساحة العربية يجد أن العرب في غيبوبة رياضة، ويعيشون في ظل المنجز العالمي، وبعيدين كل البعد عن الركب. من تابع بطولة كأس العالم للكرة الطائرة التي اختتمت مساء أول من أمس في إيطاليا يلمس الفوارق الفنية بين المنتخبات العالمية التي ظهرت في هذه البطولة، ويلمس أن المسافة الفنية بين اللاعب العربي واللاعب العالمي تتسع مع مرور الأيام ولا يوجد مؤشرات تمنح لاعبي العرب بصيصاً من الأمل للحاق بالركب. شارك منتخب مصر بمجموعة جيدة وأتت نتائجه متناسبة مع إمكانات لاعبيه الفنية كسيد للقارة الأفريقية بينما تذيل منتخب تونس وصيف منتخب مصر مجموعته وعجز عن تحقيق فوز واحد على أي منتخب من المنتخبات التي واجهته في البطولة ، أما عرب آسيا فلا يوجد لهم مكان نهائياً ، وبقي حضور عربي هامشي عبر الحكام، إذ تواجد الحكم السعودي عبدالله الخليفي وهو حضور شكلي تكرر للخليفي حتى أصبح من دون جدوى. أميركا كمثال كانت لا تلعب كرة الطائرة نهائياً ولا يوجد لديها لاعب واحد يجيد لعب كرة الطائرة ،وعندما غابت أميركا عن دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في موسكو 1980 بدأ الأميركان في التخطيط لذهب هذه اللعبة التي حقق ميداليتها الذهبية المنافس اللدود منتخب الاتحاد السوفيتي، وبدأ الخبراء يفكرون في سحب بساط هذه اللعبة فاحضروا أشهر المدربين العالميين ووضعوا ميزانية ضخمة وبدأ العمل فكانت المحصلة الأولي محبطة للغاية، إذ استمرت التمارين الإعدادية لجيل تتوافر فيه كل مقومات ومواصفات اللعبة ستة أشهر متواصلة وقامت هذه المجموعة بجولة عالمية خسرت كل لقاءاتها بثلاثة أشواط لصفر وعاد المنتخب الأميركي للتحضيرات ستة أشهر أخرى وقام في السنة الثانية بجولة على شرق آسيا وخسر النتائج بالسابقة نفسها ، وفي السنة الثالثة تمت التمارين ستة أشهر متواصلة مع خوض مباريات مع فرق متوسطة المستوى ثم أعقب ذلك جولة على أوربا خسرها المنتخب الأميركي كلها مع تحقيق أشواط في بعض المباريات، واعتبر الخبراء الأميركان ذلك نصراً جديداً للمخطط الكبير. في السنة الرابعة التي سبقت أولمبياد لوس أنجليس 1984 بدأ الأميركان اختراع الإرسال الساحق وبدأوا يفكرون في الندية مع المنتخبات الأوربية وزادت مساحة التفاؤل بعد جولة عالمية في أوروبا وشرق آسيا وتحقيق بعض الانتصارات على المنتخبات التي كانت تتفوق على منتخب أميركا بسهولة تامة. أقيم الأولمبياد في أميركا وحققت أميركا الميدالية الذهبية وسط دهشة كل خبراء اللعبة في العالم ،هكذا يفكرون في أوروبا وأميركا فهل عند العرب قدرة على التفكير المستقبلي بالطريقة نفسها ؟ أشك في ذلك. [email protected]