نقل شهود عيان من سكان المحافظة ل «الحياة» أمس اللحظات التي عاشوها خلال المواجهة بين رجال الأمن والإرهابيين، واصفين هذه اللحظات ب «العصيبة»، خصوصاً مع أصوات إطلاق النيران والقنابل التي دوّت وسط المحافظة التي تتكون من 15 حياً سكنياً، المأهولة بنحو 82 ألف نسمة، قبل أن يعود الهدوء بعد ساعات قليلة. وقال شهود عيان (فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم) إن المطاردة شهدت إلقاء قنابل في محيط مقر المباحث العامة في المحافظة، والقسم النسائي التابع للمديرية العامة للجوازات في المحافظة - على حد قولهم -. فيما أوضحت مصادر ل «الحياة» أن محافظة شرورة التابعة لمنطقة نجران (جنوب السعودية) تعد جغرافياً أقرب نقطة سعودية من الإرهاب المتواري خلف الحدود، المتمركز في منطقة حضرموت اليمنية التي تشهد مدنها وأوديتها في الأعوام الخمسة الأخيرة وجود عناصر تنظيم القاعدة الفارة من قبضة الأمن السعودي، التي استطاعت أمس (الجمعة) اختراق المنفذ، والولوج إلى داخل المدينة للتخريب واستهداف المنشآت الأمنية وانتهاك صباح أول جمعة في شهر رمضان. وأشارت المصادر إلى أن كثيراً من المراقبين الأمنيين لم يبدوا دهشة من أن تكتوي المحافظة الساكنة على حرارة رمال الربع الخالي بنيران الإرهاب، لارتباطها بمنفذ إقليمي مهم مع الجار الجنوبي اليمن يعرف باسم «منفذ الوديعة»، الذي يعد من حيث المسافة الأقرب إلى عناصر تنظيم القاعدة الساعية من حين إلى آخر لاستهداف الأراضي السعودية، لنشاط القاعدة هناك لتجنيد شباب في المحافظة. وأكدت المصادر أن تحرك أفراد تنظيم القاعدة لاستهداف المحافظة الحدودية الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة نجران، التي تبعد عنها نحو 300 كيلومتر، جاء متزامناً مع تحركات تنظيم «داعش» على المناطق الواقعة على أطراف الحدود السورية - العراقية، إضافة إلى أن رمضان في العام الماضي شهد كذلك محاولة استهداف من الحدود السعودية - اليمنية. يذكر أن محافظة شرورة ترتبط غرباً بطريق بري مزدوج شارف على الانتهاء يصلها بنجران (350 كيلومتر)، ومنه يتفرع طريق إلى محافظة الخرخير (501 كيلومتر من شرورة)، وآخر إلى وادي الدواسر (535 كيلومتراً)، وجنوباً طريق مزدوج آخر يصلها بمدينة الوديعة (50 كيلومتراً من شرورة)، ومنها حتى المنفذ السعودي إلى الأراضي اليمنية. التعهد ب «سحق الإرهابيين» شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على سحق «الإرهابيين الذين يهددون أمن السعودية»، وقال في كلمته التي ألقاها لمناسبة حلول شهر رمضان إنه «لن يتسامح مع شرذمة من الإرهابيين الذين اتخذوا هذا الدين لباساً يواري مصالحهم الشخصية ليرعبوا المسلمين الآمنين، أو يمسوا وطننا أو أحد أبنائه أو المقيمين فيه». فيما وصف مراقبون العمليات الإرهابية التي يقوم بها مسلحون من تنظيم القاعدة ب «الجبانة» والمخالفة لشرع الله وحرمة الشهر الكريم، ومن قاموا بها ليسوا مسلمين ولا يدينون بدين الإسلام الذي حرّم سفك دماء المسلمين الأبرياء في شهر رمضان، مؤكدين أن تزامن العمليات الإرهابية الأخيرة مع شهر رمضان المبارك يؤكد أن الجماعات الإرهابية بعيدة كل البعد عن الإسلام.