في حين تكتظ الرياض بأكثر من 5 ملايين نسمة، بحسب الإحصاءات الرسمية في 2012، ومع افتقارها لأماكن الترفيه المجهزة بالشكل المطلوب، التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية، لم تجد بعض العائلات السعودية والمقيمة سوى الممرات المخصصة للمشاة ليتم تحويلها إلى جلسات سمر وطهي تمتد حتى ساعات الصباح الأولى. وخصصت «أمانة الرياض» منذ أعوام عدة ممرات لممارسة رياضة المشي، مجهّزة بالمصليات والإنارة والتشجير ودورات المياه وغيرها، يأتي أبرزها الممشى الواقع على طريق الملك عبدالله في حي صلاح الدين، إلا أن هذا الممشى الممتد على مسافة خمسة كيلومترات أضحى ملاذاً آمناً لبعض العائلات للتوقف عن المشي والافتراش فيه، والطهي داخله أحياناً، فلا عجب من انتشار روائح أصناف عدة من الأطعمة، وكأن المارة يتنقلون بين مطابخ ومطاعم، في صورة يحضر معها التجاهل للوحات الإرشادية والتحذيرية المنتشرة على جنبات الطريق، والتي توضح كيفية استخدام مثل هذه المرافق. ويوضح أبو عبدالله الذي يفترش أحد الأرصفة بينما تجهز عائلته كمية من اللحم على الجمر، أنه يهتم وعائلته بالحضور إلى هذا الممشى بهدف ممارسة المشي والجلوس أيضاً، فهو يجد هذا المكان من أفضل الأماكن للنزهة وممارسة رياضة المشي في منطقة الرياض، في ظل ندرة الأماكن المهيأة بالشكل الجيد لاستقبال العائلات. ويقول: «الأماكن المناسبة داخل المدينة قليلة، أما خارجها فهي متوافرة مثل الثمامة، ولكنها تعتبر بعيدة نسبياً لمن أراد أن يخرج مع عائلته في نزهة قصيرة ومحددة بوقت معين، كما أن بعض الأماكن لا تعتبر آمنة، وأيضاً تنقصها التهيئة المناسبة»، وعلى رغم مخالفته للتعليمات إلا أنه يبدي تذمره من بعض الحالات التي تحدث في الممشى، كالمعاكسات وإزعاج الآخرين. وعلى الطرف الآخر يعترف خالد الحازمي الذي تنبعث من جلسته أدخنة الطهي، أنه يأتي بانتظام إلى الممشى للجلوس والطهي فيه، خاصة عند منتصف الليل. ويضيف: «للأسف أماكن الترفيه في الرياض لا ترقى إلى مستوى تطلعات المواطن، لذا تستخدم بعض العائلات أماكن أخرى غير مخصصة للجلوس كهذا الممشى». وتشهد ممرات المشي في مدينة الرياض اكتظاظ الكثيرين في مختلف الأوقات، فيما تحضر مشاهد ممارسة الرياضة وكذلك التوقف على جنابتها لتبادل الأحاديث وغيرها من الأغراض، وتنتشر وسط هذه الممرات لوحات تعليمية وتحذيرية تهدف إلى تعزيز المحافظة على الممتلكات العامة، والتقيد بالأنظمة واحترام البيئة، غير أن هذه التعليمات كثيراً ما يغيب تطبيقها. ويتوافر ضمن ممشى حي صلاح الدين ممر يطلق عليه «ممر الزهور» يشهد ازدحاماً يفوق غيره من الممرات، نظراً للزهور والأشجار المنتشرة داخله، ما يساعد في توفير أجواء نقية للمارة، خصوصاً مع حرارة الصيف. وتبدي تهاني العنبر انزعاجها من بعض المشاهد التي تحدث أحياناً في الممشى، والتي يأتي بينها الافتراش والطهي وكذلك إزعاج الآخرين، داعية إلى تجنب استخدام المرافق العامة في غير أغراضها. وتحظر أنظمة الأمانة إشعال النيران داخل المتنزهات العامة في المدينة، فضلاً عن الطبخ والشواء في مرفق عام مخصص للمشاة ولممارسي الرياضة، وخصصت أمانة الرياض رقم 940 للطوارئ خدمة لساكني العاصمة الراغبين في الإبلاغ عن أية مخالفة يرصدونها.