مثلي ومثلك لابد أن لكل مسؤول رؤية محددة عن عمل جهة حكومية أخرى، يديرها مسؤول آخر، الفرق أننا معشر الكتاب ومعنا كثير من القراء نكتب ونقول وجهات نظرنا، لكن من النادر أن يتحدث مسؤول في شأن إدارة مسؤول آخر، يبرز هذا النادر للواجهة حينما يحدث خلاف علني حول مشكلة أو كارثة حدثت، لكنه يحصر في أضيق حد، فيقال: «هذا من اختصاص جهات أخرى»، وإذا فاض السيل يقال: «المالية ما عطونا فلوس»، بالطبع ثبت للقاصي والداني أن عدم توافر الأموال لم يكن السبب الوحيد للإخفاق وتعثر المشاريع والتأخر في توفير الحاجات قبل تكدسها، بل ان توافره أحياناً أدى إلى عكس المبتغى! أعود لصلب موضوع اليوم، من النادر أن ينتقد وزير أو مسؤول، «عمل» زميل آخر له حتى في المجالس الاجتماعية، يمكن حدوث هذا همساً مع الأصحاب الخلص، أما إذا تم التصريح برأي فإنه يأتي بطريقة غير مباشرة- يأخذ الدائري غالباً- يمكن تفهم هذا باعتباره من الأدب واحترام الزمالة. من هنا نرى أن بعض المسؤولين مثل الألغاز المتحركة. ومع التعديل الوزاري الأخير، سنرى إن كان لدى من تم تعيينه أو نقل من جهة لأخرى رؤية أفضل وقدرة أكبر لتحسين العمل والوفاء بالاستحقاقات المتراكمة. إلا أن ما يدور همساً ويعتبره البعض من سلبيات الإدارة الحكومية لدينا وأحد أسباب التعثر والدوران في حلقة مفرغة أن بعض المسؤولين لا يحاول البناء على ما تم بقدر ما يجتهد في طمس عمل من سبقه، ولن أورد أمثلة على ذلك مع توافرها، حتى لا يفهم أن الغرض استهداف شخصي لأحد. إن تحقيق المجد الشخصي «أقصد العملي منه وما ينفع الوطن والمواطن» ووضع بصمة واضحة المعالم لا يأتي بالحرص على طمس أعمال آخرين ممن جلسوا على الكرسي نفسه، بل بتحسينها والبناء على الإيجابي منها، والحد من السلبي حتى ولو كانت له جذور مدفونة في الإدارة التنفيذية، الشواهد على تلك الملاحظة في الوزارات والهيئات والمؤسسات أمر مكشوف للعموم حتى ولو لم يتحول إلى مانشيتات صحافية، ومثلما أن تحقيق النجاح الشخصي «الوطني» لا يأتي بالهدم بل بالبناء، فهو أيضاً لا يأتي بالمفرقعات الإعلامية وكثرة استيلاد البرامج والعقود التي لا يرى منها سوى صور حفلات التوقيع. www.asuwayed.com twitter |@asuwayed