أنقرة - دمشق - «الحياة»- قالت تركيا إن سورية ستخسر أكثر من 100 مليون دولار سنوياً من إيرادات النقل مع تجنب أنقرة الأراضي السورية، وذلك بفتح طرق بديلة لتصدير السلع إلى الشرق الأوسط والخليج على خلفية الأزمة السياسة الحادة التي يمر بها ذلك البلد. وما زالت تركيا تتعامل تجارياً مع سورية، لكنها سعت إلى طرق جديدة للتجارة إلى الشرق الأوسط منذ تدهورت علاقاتها مع دمشق. وانقطع الود بين البلدين في أعقاب انتقادات أنقرة المتزايدة للرئيس السوري بشار الأسد بسبب حملته العنيفة لقمع انتفاضة شعبية بدأت في آذار (مارس). وقالت وزارة التجارة التركية في بيان إنه تم إكمال محادثات لبدء تصدير السلع إلى مصر بحراً في كانون الثاني (يناير) ومن ثم براً إلى دول الخليج لتجنب المرور بسورية، موضحة أن «سورية هي التي ستخسر في هذه العملية لاستحداث طرق بديلة للتجارة». وستذهب الشاحنات التركية على متن سفن إلى مصر وستستخدم ميناء نويبع المصري للتجارة مع الأردن وميناء سفاجا للتجارة مع السعودية. وقالت تركيا إنها تدرس أيضاً طرقاً أخرى. «بعد بدء تشغيل طرق التجارة البديلة فإن خسائر سورية في إيرادات النقل ستكون أكثر من 100 مليون دولار سنوياً». وحسبت الوزارة الرقم على أساس أن 46 ألف شاحنة تركية مرت عبر سورية في 2010 وفرضت دمشق رسوماً بلغت 2135 دولاراً على كل شاحنة. وتحدث سائقون أتراك عادوا من سورية عن فوضى على الطريق إلى مدينة حمص مركز المقاومة للقوات الحكومية قائلين إنهم وجدوا أنفسهم أحياناً محصورين وسط النيران المتقاطرة وشاهدوا جثثاً ملقاة على الطريق ومركبات عسكرية محروقة. وشكوا أيضاً من أن القوات السورية تتعمد التحرش بهم بسبب موقف أنقرة القوي من دمشق. وفي وقت سابق من هذا الشهر حذت تركيا حذو تحرك لجامعة الدول العربية لفرض عقوبات على سورية قالت إنها تستهدف الحكومة بما في ذلك تجميد أصول للدولة وحظر دخول مسؤولين كبار وتعليق الصفقات المالية. وردت سورية بتعليق اتفاق ثنائي للتجارة الحرة وفرض تعريفة جمركية نسبتها 30 في المئة على جميع الواردات من تركيا.