أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس عن قطع جميع الاتصالات الرسمية مع فرنسا وإلغاء الاجتماعات الاقتصادية والعسكرية معها احتجاجاً على مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) على مشروع قانون يجرّم إنكار (الإبادة الأرمنية). ونقلت وسائل الإعلام التركية عن أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقده في أنقرة إن بلاده قررت قطع الاتصالات الرسمية مع فرنسا وستلغي الاجتماعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع باريس بسبب المصادقة على مشروع القانون. وقال اردوغان ان تركيا ستستدعي سفيرها من باريس وستعلق جميع الزيارات السياسية والمشاريع العسكرية الثنائية ومن بينها المناورات المشتركة بين البلدين. وقال امام الصحافيين "للاسف ان مشروع القانون هذا اعتمد رغم كل تحذيراتنا، ذلك سيفتح جراحا لا تندمل وخطيرة جدا في العلاقات الثنائية". واضاف "من الآن فصاعدا، سنعيد النظر في علاقاتنا مع فرنسا". ومعظم هذه العقوبات التركية على فرنسا، حليفتها في الحلف الاطلسي، هي في المجال العسكري. الا ان اردوغان قال ان بلاده ستوقف جميع المشاورات السياسية مع فرنسا. وكان البلدان يجريان حوارا مكثفا حول آخر التطورات في الشرق الاوسط بما في ذلك الازمة في سوريا. واوضح اردوغان انه ردا على القانون الذي أقره البرلمان الفرنسي، فان تركيا ستنظر في كل طلب عسكري من فرنسا لاستخدام اجواء تركيا او قواعدها العسكرية، بشكل منفصل، كما سترفض من الآن فصاعدا اي طلب فرنسي برسو اي من سفنها العسكرية في الموانئ التركية. وقال رئيس الوزراء التركي ان بلاده ستقاطع اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة الذي سيعقد في باريس في يناير، ولن تشارك في اية مشاريع مشتركة مع هذا البلد في اطار الاتحاد الاوروبي. وتبنى مجلس النواب الفرنسي مشروع قرار يجرم انكار ان مقتل مئات آلاف الارمن على ايدي القوات العثمانية التركية خلال الحرب العالمية الاولى يرقى الى مستوى "الابادة". واتهم اردوغان النواب الفرنسيين الذين دعموا القرار بانه اتخذوا قرارات سياسية على اساس من "العنصرية، والتمييز وكراهية الاجانب". وقال "لم يتم ارتكاب اية ابادة في تاريخنا. نحن لا نقبل ذلك". كما انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي واتهمه بشن حملة انتخابية قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل للحصول على اصوات 500 الف ارمني يعيشون في فرنسا. وقال ان "التاريخ والناس لن يغفروا لمن يستغلون الحقائق التاريخية لتحقيق اهدافهم السياسية". وارتبطت تركيا وفرنسا بعلاقات متينة منذ ايام الامبراطورية العثمانية، كما ترتبطان بعلاقات اقتصادية قوية، الا ان العلاقات بينهما تدهورت بعد ان تولى ساركوزي الرئاسة في العام 2007 واعرب عن اعتراضاته على انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.