تحركت جهات رسمية وغير رسمية في محافظة جدة في اتجاه معالجة ظواهر اجتماعية عدة، بوضع برامج خاصة بها تستهدف شرائح مختلفة من فئات المجتمع خصوصاً في الإطار النسوي. وفي هذا السياق، تواصل جمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي سلسلة محاضراتها وندواتها النسائية، إذ تنظم قريباً ضمن برنامجها القائم حالياً «لكي نكون أسعد أسرة» فعاليات توعوية خاصة بظاهرة «سحر الزوجات»، بعد صدور موافقة إمارة منطقة مكةالمكرمة على تنظيم السلسلة النسائية بدءًا من محرم الجاري ولمدة ستة أشهر في عدد من أحياء المدينة الساحلية، وتعقد المحاضرة في حي الصفا وتقدمها فاطمة العمري. وتأتي الأمسية إيذاناً بتدشين أكبر حملة توعوية لسيدات جدة بعنوان «أسعد أسرة» وذلك ضمن سلسلة البرامج الوقائية الإنمائية. وقال المدير العام لجمعية المودة الخيرية زهير بن عبدالرحمن ناصر إن الحملة المكونة من 12 ندوة وفعالية تهدف إلى نشر ثقافة أسرية صحيحة تقوم على المودة والرحمة، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات تعمل على توعية وتثقيف الأسر بما يمكن أن يسهم في استقرارها، وتجنيب أفرادها التأثيرات السالبة الناجمة عن تفاقم المشكلات الاجتماعية والحياتية في محيط الأسرة ككل. من جهته، نوه الدكتور محمد الراجحي بأن الإسهام في دعم جهود الجمعية يأتي إيماناً بأهمية دور القطاع الخاص ومسؤوليته الاجتماعية تجاه قضايا المجتمع، مضيفاً أن شراكة شركته (دواجن الوطنية) لبرامج الجمعية تؤكد دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في تشكيل وعي المجتمع نحو قضاياه المصيرية، والإسهام في إنشاء مجتمع صحي أسرياً، باعتبار ذلك اللبنة الأولى في بناء المجتمعات، والسبيل الأول تجاه تقدم الأمم ورقيها. وثمنت جمعية المودة الخيرية الجهود الداعمة للمحافظة على كيان الأسرة والتقليل من نسب الطلاق، مشيراً إلى أن تفشي حالات الطلاق في أي مجتمع يستوجب العمل على درس أسبابه، والعمل على حلها بجدية، معتبرةً أن نشر الثقافة الأسرية الصحيحة هو أول تلك الحلول وأكثرها نجاحاً في التصدي للظاهرة قبل استفحالها وذلك من خلال تشجيع التوجيه والتوعية في أمور الأسرة وبناء علاقاتها من خلال الدورات والمحاضرات والإصدارات التي تقوم بها الجمعية. وتتضمن حملة «لكي نكون أسعد أسرة» 12 ندوة نسائية موجهة للمتزوجات، تتناول محاور مختلفة عبارة عن خلاصة دراسة المشكلات الأسرية والزوجية التي استقبلتها المودة خلال العام الماضي عبر فحص أكثر من 2000 استشارة استخلصت 25 موضوعاً ستتم مناقشتها عبر سلسلة الندوات والمحاضرات. من جهة أخرى، تمكن برنامج عرسان أيتام البر التابع لجمعية البر في جدة من إدخال البهجة على قلوب تسعة أبناء تم تزويجهم من طريق البرنامج منذ تأسيسه. وأوضح المهندس سهيل النقيب رئيس لجنة أصدقاء الأيتام أن هذا البرنامج الذي تأسس خمسة أعوام يهدف إلى خدمة ومساعدة أيتام جمعية البر على الزواج وتأثيث لوازم المنزل الزوجية من أثاث ومفروشات، مشيراً إلى أن البرنامج يسعى إلى تزويج جميع الأبناء. وأفاد أن لجنة أصدقاء الأيتام التابعة للجمعية تهدف دوماً إلى بذل كل ما هو في مصلحة الأيتام والرقي بهم إلى جانب اعتمادهم على أنفسهم، لذلك تبنت هذا البرنامج لمساعدتهم ليصبحوا مواطنين صالحين في المجتمع. وكشف النقيب إبرام اللجنة اتفاقات مع شركات عدة لتمويل البرنامج وتقديم مساعدات عينية من أثاث ومفروشات للأبناء المقبلين على الزواج على أن يستفيد كل ابن من البرنامج مرة واحدة. وأشار إلى أن البرنامج نجح بجهود وعطاء رجال الخير من الأعضاء في تزويج تسعة أبناء وهم يعيشون الآن حياة أسرية مستقرة. يُذكر أن جمعية البر في جدة هي جمعية خيرية ذات شخصية اعتبارية تأسست عام 1402ه، ورئيسها الفخري أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، وتعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وتهدف إلى تقديم المساعدات العينية والنقدية والخدمات الاجتماعية والخدمات التعليمية والثقافية والصحية من فتح العيادات الخيرية ومراكز غسيل الكلى والمستوصفات وخلافها مما له علاقة بالخدمات الإنسانية، فضلاً عن تنظيم دور ومؤسسات اجتماعية لإيواء ورعاية الكبار والصغار، ونشاطات أندية البر ومراكز الأحياء التي تضم لجنة إصلاح ذات البين ولجنة الخدمات الاجتماعية ولجنة الشباب واللجنة النسائية وعقد دورات تدريبية تخدم المستفيدين من خدمات الجمعية وتبني مشروع الأسر المنتجة، وإقامة أسواق خيرية للتعريف بالجمعية وأنشطتها، إلى جانب إجراء البحوث والدراسات العلمية والاجتماعية وتقديم خدمات الإرشاد والتوعية وعقد الندوات والمحاضرات والأمسيات الخيرية. ...و«تكافل» تدعم أيتام المدينة ب5 ملايين