دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب - احتدمت الاشتباكات أمس بين الجيش النظامي السوري ومنشقين في محافظة درعا ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. وقال ناشطون وشهود إنه إضافة إلى الاشتباكات في درعا استمرت المواجهات في إدلب وحمص وحماة، مشيرين إلى أن نحو 33 شخصاً قتلوا أمس بين عسكريين ومدنيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 27 عنصراً على الأقل من الجيش والأمن قتلوا فجر أمس في اشتباكات مع منشقين في محافظة درعا. وجاء في البيان إن الاشتباكات حصلت في مواقع متفرقة «عند حاجز طريق السد وتجمع أمني في حديقة الروضة بمدينة درعا وحاجز أمني عسكري مشترك عند تقاطع طرق بلدات المسيفرة والجيزة وبصرى الشام». من جهة أخرى أفاد المرصد في بيان ثان عن ارتفاع عدد المدنيين الذين قتلوا أول من أمس إلى 24 قتيلاً، بعدما كانت الحصيلة السابقة تفيد عن سقوط 21 قتيلاً، مشيراً في الوقت نفسه إلى مقتل أربعة أشخاص تحت التعذيب ووفاة ثلاثة أشخاص متأثرين بجروح أصيبوا بها في وقت سابق. وذكر البيان أن بين القتلى ال 24 سقط 13 في مدينة حماة وريفها بينهم طالبة جامعية، وخمسة في مدينة حمص، وثلاثة في بلدة معر تمصرين في محافظة إدلب، وواحد في محافظة درعا، وواحد في دير الزور، بينما قتلت مواطنة عراقية برصاص قناصة في مدينة الزبداني بريف دمشق. كما قتل بحسب المرصد أربعة أشخاص تحت التعذيب بينهم اثنان في حمص وواحد في محافظة درعا وآخر في اللاذقية، فيما توفي شخصان في حمص وثالث في محافظة درعا متأثرين بجروح أصيبوا بها قبل أيام. وفيما دعا الناشطون على صفحتهم على «فايسبوك» إلى مواصلة حركة العصيان المدني التي أطلقت الأسبوع الماضي، قالت لجان التنسيق المحلية إن «النظام استخدم خلال الشهور التسعة الماضية جميع أساليب العنف الممكنة في محاولات يائسة لقمع الثورة، مرتكباً جرائم ضد الإنسانية لم تستثن شيخاً أو طفلاً». وأضافت إن «حصيلة شهداء الثورة بلغت خلال الأشهر التسعة الماضية وفقاً لإحصاءات مركز توثيق الانتهاكات في سورية ولجان التنسيق المحلية 5216 شهيداً». وتابعت أن «هذا ما تمكن النشطاء من توثيقه مع التأكيد على أن الأعداد الفعلية تفوق هذه الأرقام وأسماء جديدة تضاف يومياً لشهداء لم نعلم بمقتلهم في حينها بسبب ظروف الحصار والاقتحامات المتتالية وانقطاع الاتصالات». وتشمل هذه الحصيلة «1782 شهيداً في حمص» بينما «بلغ عدد الشهداء العسكريين الذين قتلوا على خلفية انشقاقهم عن جيش النظام 968 شهيداً». وأكدت لجان التنسيق أنه «في مثل هذا اليوم قبل تسعة أشهر انطلقت الثورة السورية من أجل الحرية والكرامة ولإنهاء نظام الاستبداد والفساد الذي استمر عدة عقود وخلف مئات آلاف الضحايا من مفقودين ومعتقلين ومنفيين». وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في كلمة وجهها إلى «الثوار» في سورية وبثتها مواقع المعارضة مع دخول الاحتجاجات شهرها العاشر: «نأمل ألا يمر وقت طويل قبل أن ننجح في دفع مجلس الأمن لتبني المبادرة العربية وتأمين الحماية الدولية المنشودة للمدنيين». وأكد أنه «ليس أمامنا سوى خيار واحد هو خيار الاستمرار والنصر». ودعا «كافة أبناء شعبنا وبخاصة أبناء حلب الشهباء ودمشق الفيحاء للتكاتف مع إخوتهم والمساهمة في نصر شعبهم وتجنيب البلاد مخاطر التدخل الأجنبي والعنف والانقسام». وسيعقد «المجلس الوطني السوري» مؤتمره العام الأول من 16 إلى 18 كانون الأول (ديسمبر) في تونس.