طهران، طوكيو، سيول – رويترز، يو بي آي - طالب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الولاياتالمتحدة أمس، بإيضاحات حول خرق طائرة للتجسس المجال الجوي الإيراني قبل أن تعمد طهران إلى إسقاطها. ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن لاريجاني قوله إن «على أميركا أن تقدم توضيحات إلى إيران حول انتهاك طائرتها التجسسية للمجال الجوي الإيراني». وقال لاريجاني في كلمة ألقاها أمام حشد طلاب وأساتذة حوزيين في مدينة قم إن الأميركيين «يدلون بتصريحات عجيبة في شأن الطائرة التي وقعت في قبضة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ف(الرئيس الأميركي باراك) أوباما يصرح رسمياً إنه يطلب من إيران أن تعيد هذه الطائرة إلى أميركا، ووزيرة الخارجية أيضاً تدلي بتصريحات مماثلة». وأضاف مخاطباً الأميركيين: «عليكم في البداية أن تقدموا توضيحات رسمية إلى إيران، لماذا كانت طائرتكم في الأجواء الإيرانية؟ ولا بد أن تجيبوا على سؤال ماذا كانت تفعل طائرتكم في أجوائنا؟». وقال: «لعلهم يقولون إنها دخلت بالخطأ من أفغانستان إلى إيران، مثلما صرح الناتو (حلف شمال الأطلسي) بذلك، إلا أن أحداً لا ينخدع بهذه التصريحات». وأضاف: «إننا نعلم أين كانت تحلق طائرتكم، والمناطق التي كانت تتجسس عليها، فلا تقولوا إنها دخلت إيران عن طريق الخطأ، لأن لدينا معلومات أكثر دقة منكم»، لافتاً إلى أن «نوع تصريحاتهم تشير إلى أن ليس لديهم إدراكاً صحيحاً عن الحقائق والتطورات». من جهة أخرى، نفى لاريجاني أن تكون بلاده بصدد إنشاء إمبراطورية إيرانية في المنطقة بل هي «بصدد أن تحدد الشعوب مصيرها بنفسها وأن لا يصبح المسلمون في الدرجة الثانية». عقوبات على صعيد آخر، قال دانيال بونيمان نائب وزير الطاقة الأميركي إن الولاياتالمتحدة على اتصال وثيق مع كل الأطراف بما في ذلك الصين في شأن العقوبات على إيران التي يشتبه الغرب أنها تطور أسلحة نووية. وصرح بونيمان أيضاً بأن واشنطن ستعمل مع شركائها لضمان استمرار الإمداد الجيد للسوق العالمية للنفط. وقال للصحافيين عن المشاورات الجارية في شأن العقوبات إن «الولاياتالمتحدة على اتصال وثيق ومتكرر مع عدد كبير من الأعضاء في المجتمع الدولي وبما في ذلك بالطبع الصين شريكنا المهم في مجلس الأمن. وأجرينا مشاورات نشيطة ومستمرة مع كل هذه الأطراف بما في ذلك الصين». وقال بونيمان: «سنجري الكثير من المشاورات مع الكونغرس وأعتقد أن الأمر سينتهي بأن تسمعوا الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي يتحدثان بصوت واحد في ما يتعلق بأهمية استجابة إيران لتلك المتطلبات العالمية بما يتماشى مع التزاماتها الدولية». وسئل نائب وزير الطاقة الأميركي عما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستشعر بالقلق إذا استمرت الصين وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني في الاستيراد من إيران فيما يقوم آخرون بتقليص الواردات فامتنع عن التعليق في شكل مباشر لكنه تحدث عن أهمية الإمداد الجيد للسوق. كوريا الجنوبية في سيول، قال مسؤولون إن كوريا الجنوبية ستنضم إلى اليابان في سعيها إلى أن تعفى من عقوبات جديدة قد تفرضها الولاياتالمتحدة تهدد تدفقات النفط من إيران عن طريق إغلاق قنوات دفع ثمن الخام الإيراني. وكوريا الجنوبية هي خامس أكبر مستورد للنفط الخام في العالم وإيران تمدها بنحو عشرة في المئة من احتياجاتها لتشغيل اقتصادها الصناعي المدفوع بالصادرات. وقالت مصادر إن سيول وهي من أكبر حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة ستسعى على الأرجح إلى إعفائها من تنفيذ تشريع أميركي يهدد بعقوبات في الولاياتالمتحدة على المؤسسات المالية التي تتعامل مع المصرف المركزي الإيراني. وأضافوا أنه إذا فشلت كوريا الجنوبية في الحصول على الإعفاء قد تطلب فترة سماح لإجراء ترتيبات جديدة لتجنب مخالفة العقوبات. ولدى إيران حسابات في مصرف «ووري» الكوري الحكومي و«مصرف كوريا الصناعي» لسداد قيم واردات النفط وتريد كوريا الجنوبية الإبقاء على هذه الحسابات. وقال مصدر حكومي طلب عدم نشر اسمه: «لا ندرس إغلاق الحساب المقوم بالوون إذ من المرجح بدرجة كبيرة ألا يتأثر بنك ووري وبنك كوريا الصناعي بمشروع القانون حتى إذا تمت الموافقة عليه». وتسعى اليابان وهي مستورد كبير للنفط الإيراني كذلك لإعفائها من العقوبات. ويسمح التشريع الأميركي بإعفاء بعض الدول التي تتعاون مع الولاياتالمتحدة في الضغط على إيران لإيقاف برنامجها النووي. وقالت مصادر إنه من المتوقع أن تعلن كوريا الجنوبية عقوبات إضافية على إيران في موعد قريب قد يكون هذا الأسبوع لكن هذه الإجراءات من المرجح أن تكون مطابقة لتلك التي فرضتها اليابان الأسبوع الماضي على إيران ولن تشمل حظراً على واردات النفط من إيران. وشددت اليابان عقوباتها على إيران الأسبوع الماضي.