ترك المدرب الألماني ثيو بوكير فريق العهد من أجل التفرغ لتدريب منتخب لبنان لكرة القدم وذلك بعد اجتماع بين وفد من الاتحاد المحلي للعبة وإدارة بطل الدوري. وتأتي هذه الخطوة بعدما أصاب بوكير نجاحاً مميزاً مع المنتخب اللبناني الذي بات قريباً جداً من التأهل إلى الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، وذلك بعدما قاده للفوز على الإمارات 3-1 والتعادل مع الكويت 2-2 قبل أن يتغلّب على الأخيرة في عقر دارها 1-صفر، ثم الفوز التاريخي على كوريا الجنوبية 2-1 في بيروت. وعلى رغم نجاحه مع المنتخب، لم تكن مسيرة بوكير مع العهد في الدوري المحلي بالشكل المطلوب علماً أن تسعة من لاعبي الفريق منضمون إلى صفوف المنتخب، كما أن إستبعاده لعدد من اللاعبين أدى إلى توتر الأجواء داخل الفريق لا سيما استبعاده للاعب الوسط عباس عطوي. وكانت جهات كروية عدة طالبت بتفرّغ بوكير للمنتخب خصوصاً قبل المباراة أمام الإمارات في الجولة الأخيرة من التصفيات في العين يوم 29 شباط (فبراير)، حيث يكفيه التعادل أو تعثر الكويت التي ستحل ضيفة على كوريا الجنوبية في سيول، لبلوغ الدور الرابع الحاسم من تصفيات المونديال. كما أن لبنان سيستضيف ساحل العاج بكامل نجومها في 17 كانون الثاني (يناير) المقبل في مباراة دولية ودية، وسيلتقي العراق ودياً أيضا في 22 منه في مدينة طرابلس (شمال). واشار رئيس الاتحاد اللبناني السيد هاشم حيدر عقب إجتماعه مع إدارة نادي العهد إلى أن المرحلة الحالية ونظراً لحساسيتها تتطلب أن يكون المدرب متفرغاً في شكل كامل للمنتخب، وكشف أن الاتحاد سيوقع في الأيام القليلة المقبلة عقداً رسمياً مع بوكير، مضيفاً الى أن هناك فكرة تقضي بأن يكون المدرّب الألماني أيضاً مشرفاً على مختلف المنتخبات اللبنانية. وعقب الإجتماع، صدر عن رئيس الاتحاد بيان جاء فيه أنه "زار على رأس وفد من أعضاء اللجنة العليا مقر نادي العهد وإلتقى رئيسه الحاج أسامه حلباوي وعدد من أعضاء الهيئة الادارية، وجرى خلال اللقاء عرض شامل للوضع الكروي في عموماً ولوضع المنتخب الوطني خصوصاً والمراحل التي بلغها. وشكر حيدر إدارة النادي على موقفها الوطني الذي شكل حجر الأساس منذ مسيرة إنطلاقة المنتخب الحديثة من خلال التعاون مع الاتحاد والسماح لمدرب النادي السيد ثيو بوكير بتسلّم مهام المدير الفني للمنتخب إضافة الى مهمته تدريب النادي. وتمنى حيدر على إدارة العهد مواصلة خطوتها الوطنية وتعزيز فرص المنتخب ببلوغ مراحل أكبر عبر السماح للمدرب بوكير بالتفرغ كلياً لمهامه الوطنية. فأبدى السيد حلباوي بإسم نادي العهد كل التجاوب مع مطلب الاتحاد على رغم ما يسببه هذا الأمر من صعوبات قد تعترض مسيرة النادي، إلا أنها تهون في سبيل غاية وطنية كبرى مثل نجاح المنتخب وتألقه. فشكر حيدر وأعضاء الاتحاد الموقف الوطني لنادي العهد". وسيكون المدرب المغربي محمد الساهل بديلاً لبوكير مع نادي العهد، وذلك بحسب أمين سر النادي محمد عاصي الذي أشار إلى أن مهمة الساهل هي قيادة الفريق في الدوري اللبناني ومسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. وكان الساهل أصاب نجاحاً في لبنان بقيادته فريق أولمبيك بيروت إلى التتويج بثنائية الدوري والكأس خلال موسم 2002–2003، كما تولّى الإشراف على منتخب لبنان للشباب 2004.