1 احتفلنا بالأمس، في مقر اليونيسكو بباريس بحضور رئيس دولة فلسطين ورئيسة اليونيسكو، برفع العلم الفلسطيني على سارية المنظمة جنباً إلى جنب مع أعلام الدول الأعضاء في المنظمة الذين ارتفع عددهم بالأمس إلى 195 دولة، ولو كان الخيار لي لزدت عدد الأعضاء مئة رقم وليس رقماً واحداً، ففلسطين ليست كأي دولة أخرى اعتيادية، في ثرائها الديني أو في كنوزها التراثية أو في مأزقها الاستعماري الذي جعلها تنتظر اثنين وعشرين عاماََ من التقديم المتوالي لطلب العضوية حتى تحقق لها المنال في هذا العام... عام 2011 السحري! حكاية فلسطين دراما طويلة، أطول من أي مسلسل تركي وأعجب من أي مسلسل مكسيكي. ولا أحد يزعم أن «الحلقة الأخيرة» كانت ما جرى بالأمس في اليونيسكو، لكن ما جرى في حلقة الأمس هو منعطف درامي مثير في الحكاية الطويلة، أفرح معظم المشاهدين وأحزن بعضاََ آخر، لكنه أربك الجميع بمن فيهم المُخرج! 2 في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تم التصويت بغالبية ساحقة لقبول عضوية فلسطين في اليونيسكو. كان ذلك اليوم هو يوم الخطوبة، وفي 13 كانون الأول (ديسمبر) (أمس) كانت «ليلة الدّخلة» حيث دخلت فلسطين رسمياً بيت الثقافة العالمي. «الزفة» كانت بهيجة بكل المعايير الفرائحية. كان عرساً عربياً، لم يكن عربياً فحسب بل عالمياً شاركت فيه كل الأطياف الدينية والقومية، لتؤكد عالمية فلسطين وأنها أكثر من مجرد دولة. 3 رئيسة اليونيسكو، السيدة النبيلة إرينا بوكوفا، كانت تحتفل أمس بالعرس الذي يسبب لها المصاعب، وتفرح بما هو أذان لها بالمتاعب، وتبتهج على رغم الضيق الذي يطاردها منذ يوم التصويت التاريخي. كانت كأنها تزفّ حبيبين لبعضهما رغم أنف (العمّ) الرافض العرس بحجة عدم التوافق الطبقي! أليست إرينا بوكوفا هي التي صرحت الأسبوع الماضي أن «سنة 2011 تمثل منعطفاً في الكفاح من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيزها». ها هي إذاً، تشارك بقوة في وثيقة 2011 الشرفية. وما أحوجنا إلى تكريمها حين نكرّم شخصيات عام 2011. 4 يرى البعض من محبي فلسطين، وكلنا نحب فلسطين، أن هذه العضوية شكلية هامشية. فيما يرى المحلل الإسرائيلي، إسرائيل شامير، أن «انضمام فلسطين عضواً كاملاً إلى اليونيسكو يعتبر نجاحاً كبيراً وليس مجرد خطوة شكلية». وفيما بين التضخيم أو التضئيل، ينبغي تأكيد أن حدث انضمام فلسطين إلى اليونيسكو ليس نهاية المطاف ولا الطموح، لكنه خطوة أساسية نحو تحقيق الطموح التام بإذن الله. 5 وصف أحدهم المناسبة أمس بأنها (نهاية سعيدة)... أفضّل أن أسميها (بداية سعيدة). * كاتب سعودي [email protected] Twitter@ziadaldrees