عمان -»الحياة»، رويترز - مع استمرار أعمال العنف في سورية يستعد مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن لتدفق محتمل للسوريين بأعداد كبيرة عبر الحدود طلباً للجوء. ويقول ناشطون إن عمليات الجيش في درعا قرب الحدود الأردنية والأوضاع الإنسانية والأمنية الصعبة في حمص أجبرت المئات على الفرار إلى الأردن، مشيرين إلى أن الكثير من السوريين لم يعودوا يفضلون النزوح إلى لبنان خوفاً من ملاحقات أمنية. وأبلغت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن هرباً من الحملة التي تنفذها السلطات السورية ضد المعارضين للنظام. وذكر عرفات جمال ممثل المفوضية في الأردن أن المفوضية استعدت لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين. وقال «منذ مارس (آذار) وفي نحو الشهرين الماضيين زادت الحركة بعض الشيء. وفي الوقت الحالي يوجد 1500 سوري مسجلين لدينا. ليس هذا العدد الإجمالي في المملكة. هناك ما يقدر بآلاف عدة لكن العدد الرسمي لا يتوافر لدينا. لكن الحركة مستمرة بالتأكيد ونأمل بأن يتحقق الأفضل ونحن نستعد لأسوأ الاحتمالات». وأوضح أن المفوضية تعمل بالتنسيق مع الدول المانحة لتفادي حدوث أزمة إنسانية على حدود الأردن الشمالية مع سورية. وقال «نعمل بالتعاون مع حكومة وشعب الأردن لضمان بقاء الحدود مفتوحة وألا يمثل الوافدون عبئاً على المؤسسات والمجتمع في الأردن. هذا هو ما نفعله بصفة أساسية. لدينا وقت كاف لنستعد ونحظى بمساندة مانحينا لنستعد لهم. نحن نحاول أن نفعل ذلك بالنسبة للوقت الحاضر... التعامل مع الأعداد الموجودة عندنا الآن... لكن أيضاً أن نكون مستعدين إذا حدث تدفق كبير». معظم اللاجئين السوريين في الأردن من أهالي درعا مهد الاحتجاجات المناهضة للنظام والتي تشترك في حدود طويلة مع الأردن. ويقول العاملون في المفوضية إن لاجئين آخرين جاؤوا من حمص إما لوجود أقارب لهم في الأردن أو بدلاً من الخروج إلى لبنان حيث يشكو اللاجئون السوريون هناك من أنهم ليسوا آمنين من السلطات السورية. ويقول اللاجئون إن الوضع في درعا وغيرها من المدن السورية اصبح بالغ الصعوبة. وقال لاجئ سوري في عمان «كل فترة يأتون كبسات (مداهمات) على الدور... يبحثون عنا. أنا مصاب بظهري. وإذا لم يجدوني يعتقلون أخي وإن لم يجدوا أخي (يهددونا). فمرة صوبوا الكلشن (البندقية) على هذه الفتاة بصدرها بحثاً عني فهربنا إلى الأردن لا نعرف أن نختبئ بالليل أو النهار ولا نعرف أن نمكث في منازلنا».