كشفت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أن استثماراتها داخل المملكة تبلغ نحو 40 بليون ريال، موزعة على 60 مشروعاً في المجالين المالي والعقاري. وأوضحت المؤسسة في تقريرها السنوي أنها تعتمد في إدارة استثماراتها على خطة استراتيجية طويلة الأجل، أعدتها على ضوء خبرات متراكمة وبعد دراسات مستفيضة، روعي فيها تجنب المخاطرة وفي الوقت نفسه محاولة تحقيق عائد مجز يُمكن المؤسسة من الوفاء بالتزاماتها تجاه المشتركين والمستفيدين، مع التركيز على الاستثمارات المحلية المجدية. وقالت إنه على رغم أن الهدف المباشر من الاستثمارات التي تقوم بها المؤسسة يتمثل في المحافظة على استمرارية الصندوق في تغطية الحقوق التأمينية للمشتركين في النظام، إلا أن الاستثمارات من زاوية أخرى تعد دعماً للمشاريع التنموية في المملكة بصورة غير مباشرة، إذ إن هذه الاستثمارات غالباً ما توجه للمشاريع ذات الطابع التنموي، والتي تلعب دوراً مهماً في استيعاب القوى العاملة وفي تنمية الموارد البشرية والمادية. وأفادت المؤسسة بأن استثماراتها تتنوع ما بين الاستثمارات المالية في أسهم الشركات والاستثمارات العقارية، مشيرة إلى أن الاستثمارات المالية تتوزع على مجالات مختلفة، منها الاستثمارات النقدية في الأسهم والسندات والقروض. وأكدت حرصها على الاستثمار داخل المملكة كلما كان ذلك ممكناً ومحققاً للجدوى الاقتصادية، استشعاراً لدورها الوطني، مشيرة إلى أنها تمثل اليوم أكبر مستثمر في المملكة، إذ شملت غالبية البنوك والشركات، خصوصاً في قطاعات الصناعة والأسمنت والاتصالات، إضافة إلى مساهمتها في شركات عدة في القطاع الصحي. وبينت أن عدد الشركات التي تستثمر فيها تبلغ 60 شركة، بتكلفة شرائية قيمتها 40 بليون ريال، منها بليونا ريال قامت المؤسسة باستثمارها خلال عام 1429ه في سبع شركات جديدة في قطاعات عدة. وذكرت المؤسسة أن الاستثمار العقاري يعد من أساسيات الاستثمار وركيزة مهمة من ركائزه، وأنه لمواكبة التطور العمراني والاقتصادي الذي تشهده المملكة في الوقت الحاضر، قامت المؤسسة بالاستثمار في مبان عدة تملكها بالكامل وبلغ عدد المباني القائمة في نهاية عام 1429ه 12 مبنى موزعة على المناطق الرئيسة في المملكة، ما بين مجمعات سكنية وتجارية ومشاريع استثمارية ضخمة، إضافة إلى مبان أخرى تحت التنفيذ، وأخرى قيد التصميم، منها مشروع مدينة الجبيل الصناعية ومشروع حي السفارات. وأشارت إلى أنها بدأت في إنشاء مشروع العمائر السكنية في مشعر منى على أرض مساحتها 24132 متراً مربعاً، بكلفة إجمالية قدرها 283.5 مليون ريال، ويتكون المشروع من ست عمائر سكنية، يزيد ارتفاع كل عمارة منها على 61 متراً، وكل عمارة تتكون من دور أرضي ودور مصلى ودور مطعم وعشرة أدوار إسكان للحجاج متكررة. كما بدأت المؤسسة في تنفيذ مشروع مركز العليا الواقع بحي العليا شمال مدينة الرياض، وهو عبارة عن برج سكني تجاري، وسيقام على أرض مساحتها 27 ألف متر مربع، بعدد أدوار 30 دوراً، إلى جانب تنفيذ مشروع مجمع مكاتب غرناطة الواقع شمال مدينة الرياض على طريق الدائري الشرقي، وهو عبارة عن أبراج مكتبية، وسيقام على أرض مساحتها 133151 متراً مربعاً، وبقيمة إجمالية قدرها 1.5 بليون ريال. ويتكون المشروع من ستة أبراج مكتبية، بارتفاع بين 15 و20 دوراً، وأربعة مبان مكتبية بارتفاع من 5 إلى 7 أدوار، وثمانية مبان للوحدات السكنية بارتفاع دورين، إضافة إلى مركز للمؤتمرات وصالات الاجتماعات متعددة الاستخدامات. كما يشمل المشروع أربعة ادوار تحت الأرض لمواقف السيارات تتسع ل 4005 سيارات. وأعربت المؤسسة عن أملها في أن يكون هذا المشروع عند استكمال تنفيذه أحد المشاريع العقارية الرائدة في مدينة الرياض، وأن يشكل نقلة نوعية، ومفهوماً حديثاً في قطاع المباني والبيئة المكتبية. وذكرت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أن هذه المشاريع تأتي امتداداً لخطط المؤسسة الطموحة في مجال الاستثمارات العقارية بهدف تنمية المحفظة الاستثمارية للمؤسسة، ورفع العوائد الاستثمارية التي تمكن المؤسسة من الوفاء بالتزاماتها المتزايدة تجاه المستفيدين والمشتركين في نظام التأمينات الاجتماعية، إذ إن عوائد الاستثمارات تعد مصدراً مهماً لإيرادات المؤسسة.