بروكسيل، مرسيليا، فرانكفورت، لندن، بكين، ميلانو - أ ف ب، رويترز - التأمت القمة الأوروبية مساء أمس في بروكسيل، وسط أخطار تفكك أوروبا وانفجار اليورو، وتحذيرات وكالة «ستاندرد أند بورز» بخفض تصنيف دول الاتحاد الأوروبي وأجواء التوتر بين قادة الدول. وتزامن ذلك، مع تصريح لرئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، بدد الآمال في تدخل كثيف للتصدي لأزمة الديون، داعياً في المقابل الحكومات إلى «بذل أقصى جهدها» في هذا المجال. وحضّ القادة الأوروبيين على «تبني اتفاق (جديد) في شأن الموازنة» في منطقة اليورو لوضع حد لتفاقم ديون الدول. وشدد على أن «المهمة الأخيرة (في القضاء على الديون) تعود إلى المسؤولين السياسيين». وفي ما يتعلق بدعم الدول المهددة بأزمة الديون، فضّل دراغي «التعويل على الصندوق الأوروبي للاستقرار المالي وآلية الإنقاذ الدائمة». وأوضح أن «شراء السندات العامة التي ينفذها المصرف «محدودة وموقتة»، لافتاً إلى أن «المعاهدات تحظر تمويل الدول نقداً». وكان قادة أوروبيون اجتمعوا أمس في مرسيليا جنوبفرنسا، وسط أجواء من التوتر الشديد، وتشاوروا في إنقاذ منطقة اليورو المهددة ب «الانفجار». وفي تطور لافت، أعلنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد لدى وصولها إلى بروكسيل أمس لحضور قمة الاتحاد الأوروبي، أن الصندوق «سيشارك» في «الجهود» التي تبذلها منطقة اليورو لمكافحة أزمة الديون. وأكدت أن «أمامنا الكثير من العمل، ويجب أن يكون منسقاً وحازماً». ولم تُترجم المخاوف في منطقة اليورو في مواقف الصين التي بدت أكثر ثقة باليورو، إذ أكد وزير خارجيتها يانغ جي تشي، أن بكين «لا تزال تثق باليورو، ومستعدة لاستخدام وسائل مختلفة لمساعدة الاتحاد الأوروبي للتغلب على أزمة الديون السيادية في بعض دوله الأعضاء». وانسحب التفاؤل على الموقف الأميركي، إذ رأى وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر، أن في «إمكان الجميع التشجيع على التقدم الذي حققه القادة الأوروبيون خصوصاً نحو توحيد سياسات الموازنة» وانعكس ترقّب ما ستخرج به قمة بروكسيل التي تستمر حتى مساء اليوم، على الأسواق فتراجعت أسعار الأسهم الأوروبية في تداولات حذرة. وانخفض مؤشر «نيكاي» للأسهم اليابانية من أعلى مستوى في أربعة أسابيع أمس، وسط مبيعات لجني أرباح قبيل تسوية عقد آجل، ومع تحلّي المستثمرين بالحذر قبيل أحداث مهمة في أوروبا. وفي نيويورك، أقفلت الأسهم الأميركية مرتفعة لليوم الثالث على التوالي، لأن الآمال في أن تسفر قمة أوروبية عن اتفاق شامل لحل أزمة ديون المنطقة شجّعت المستثمرين على الشراء.