براغ، واشنطن، بروكسيل - رويترز، أ ف ب - قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس، إنه يجب السماح للبرلمان الروسي الجديد ببدء العمل في الموعد المقرر على رغم احتجاجات تطعن في نزاهة الانتخابات التي أجريت يوم الأحد الماضي. وقال مدفيديف للصحافيين في براغ بعد محادثات مع نظيره التشيكي فاتسلاف كلاوس: «الشيء الأكثر أهمية اليوم هو تهدئة الأعصاب والسماح للبرلمان الجديد بأن يبدأ العمل». وأضاف: «إذا أراد الناس أن يكون لهم رأي في الانتخابات فهذا أمر جيد»، مضيفاً أنه لا يرى شيئاً خارجاً عن المألوف في شأن الاحتجاجات و»أنها تعبير عن الديموقراطية». وتصريحات مديفيديف هي أول تعليق علني على الاحتجاجات المستمرة منذ بداية ألأسبوع، وهي أقل حدة من تصريحات رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي اتهم الولاياتالمتحدة بتشجيع الاحتجاجات. ومني حزب روسياالمتحدة الحاكم بانتكاسة، لكنه فاز بأغلبية طفيفة في البرلمان على رغم مزاعم واسعة النطاق بالتلاعب في التصويت وفي فرز الأصوات. وخرج آلاف في تظاهرات في أكبر احتجاج للمعارضة في موسكو منذ سنوات للمطالبة بانتخابات نزيهة ووضع حد لحكم بوتين. مواقف أميركية في غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس إن الولاياتالمتحدة تدعم «حقوق الشعب الروسي» وأمله ب «مستقبل افضل»، بعد الانتخابات الاشتراعية التي تعترض المعارضة على نتائجها. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في مقر الحلف الأطلسي في بروكسيل: «عبرنا عن قلقنا الذي نرى انه نابع من أسس صحيحة، في شأن سير الانتخابات». وأضافت: «ندعم حقوق وتطلعات الشعب الروسي إلى تحقيق تقدم والأمل بمستقبل افضل». في الوقت ذاته، حضت «لجنة هلسنكي» الأميركية روسيا على الالتزام بتعهداتها بالديموقراطية بما في ذلك احترام الحق في التظاهر بعد الانتخابات. وأوردت اللجنة في بيان إنها «منزعجة بشدة» من تقارير عن إساءة معاملة المئات من المتظاهرين الروس المحتجزين الآن و»يشكون من عدم السماح لهم بالاتصال بمحامين وعدم توفير مساعدات طبية أو مواد غذائية أساسية» لهم. وأضافت: «ندعو الحكومة الروسية إلى الالتزام بالأعراف الدولية والتعهدات بالديموقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون ونحض السلطات على احترام حق الناس في التظاهر والمطالبة بأن تسمع أصواتهم وأن يتم التعامل مع الانتهاكات الانتخابية بسرعة وصدقية». و»لجنة هلسنكي» هيئة حكومية أميركية مستقلة تختص بمراقبة الالتزام باتفاقات هلسنكي الموقعة عام 1975 وهي اتفاقات متعددة الأطراف بين الشرق والغرب شملت تعهدات بالالتزام بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وتداعت خطط لتنظيم تظاهرات كبيرة ضد رئيس الوزراء الروسي بعد أن استعرضت الشرطة قوتها. واعتقلت الشرطة اكثر من ألف شخص في حملة منذ إجراء الانتخابات الأحد. وانتقد بيان «لجنة هلسنكي» بشدة سير العملية الانتخابية الروسية وقال إن المراقبين المحليين يتعرضون لمضايقات شديدة من جانب السلطات. وانتقد أيضاً عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ومن بينهم السناتور الجمهوري جون ماكين الحملة الصارمة على المحتجين في روسيا.