توقع «مجلس الطاقة العالمي» في تقرير أصدره في ختام «مؤتمر البترول العالمي ال 20» في الدوحة أمس، ارتفاع الطلب على الوقود من الدول النامية بنسب تتراوح ما بين 200 و300 في المئة بحلول عام 2050، وانخفاضه في الدول المتقدمة 20 في المئة. وأكد المجلس أن أكبر تحد تواجهه الحكومات يكمن في ضمان مواصلات مستدامة لتسعة بلايين نسمة في العالم بحلول عام 2050. وتضمن التقرير توقعات لخبراء بأن ينمو الطلب العالمي على وقود النقل عام 2050 بما بين 30 و82 في المئة مقارنة بما كان عليه عام 2010، واستمرار اعتماد نحو 80 في المئة من وسائل النقل على مشتقات البترول. وقال مدير المشاريع في «مجلس الطاقة العالمي»، عائض القحطاني: «تظهر بحوثنا نمواً قوياً في الطلب على الديزل وزيت الوقود ووقود الطائرات». وأضاف: «بحلول عام 2050 سيزداد الطلب على هذه الأنواع بنسبة تتراوح ما بين 10 و68 في المئة وربما يتجاوز ارتفاع الطلب على الديزل وحده 46 في المئة الى 200 في المئة، بينما يمكن ان يشهد وقود الطائرات ارتفاعاً من 200 في المئة الى 300 في المئة. ثاني أوكسيد الكربون وأورد التقرير ان انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من قطاع المواصلات شكّلت عام 2010 نحو 23 في المئة من إجمالي الانبعاثات في العالم، ومثّلت السيارات 41 في المئة منها، ويتوقع ارتفاع إجمالي انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من قطاع النقل بنسب تتراوح ما بين 16 و79 في المئة بحلول عام 2050. وأكد الأمين العام ل «مجلس الطاقة العالمي» كريستوف فراي أن قطاع النقل يستحوذ حالياً على ربع انبعاثات الكربون عالمياً. وقال: «نتوقع ارتفاع الانبعاثات بنسبة 79 في المئة بحلول عام 2050، ويمكننا الحد من الارتفاع ليبلغ 16 في المئة من خلال تفعيل سياسات تمكن الحكومات والقطاع الخاص من التدخل». ولفت رئيس المجلس بيير جادونيكس الى ان المجلس وضع سيناريوات للنقل لتكون قاعدة ينطلق منها الحوار البنّاء بين صناع القرار العالمي والمحلي والمصنعين والمستهلكين والمنتجين. وقال: «من الواضح أن الاقتصادات الناشئة هي التي ستساهم في تشكيل الاحتياجات المستقبلية للنقل، من خلال النمو السريع لمجتمعاتها واقتصاداتها. لكن يجب التنبه إلى أن الدول المتقدمة لديها حالياً نمط مواصلات تعتمد في شكل كبير على الوقود التقليدي، لذا يتوجب علينا الآن تشجيع خيارات مرنة ومتنوعة من مصادر الطاقة لضمان مستقبل مستدام للمواصلات». وفي كلمة ألقاها في المؤتمر، أوضح المدير العام ل «صندوق أوبك للتنمية الدولية» (أوفيد) سليمان الحربش ان «تأمين الطاقة للشعوب الفقيرة الساعية الى تحقيق أهداف الألفية يمثّل التحدي الأكبر الذي تواجهه البشرية». وأكد ان «أوفيد» بالتعاون مع المؤسسات الانمائية في دول «منظمة البلدان المصدر للنفط» (أوبك) أخذ على عاتقه ان يكون جزءاً من الحل مستفيداً من السبل المتاحة. اللجنة المنظمة وأعلن رئيس اللجنة المنظمة ل «مؤتمر البترول العالمي»، عيسى بن شاهين الغانم أن المؤتمر الذي شاركت فيه 107 دول و4897 عارضاً و5049 شخصية و383 متحدثاً «فتح مجالاً للحوار بين الحكومات وشركات الطاقة». ورأى أن ذلك سيؤدي الى فهم أفضل بين الأطراف لمواجهة التحديات، كما سينعكس على امكان اتخاذ قرارات أفضل على الصعيد الدولي في مجال الطاقة. ونوه ب «ثقة مجلس البترول العالمي في قطر في شأن احتضانها المؤتمر» واعتبر أن «دعم المجتمع المحلي للمؤتمر شكّل قيمة مضافة». وأكد الرئيس التنفيذي ل «شركة قطر للبترول الدولية» ناصر الجيدة أن قطر تسعى لاقتناص فرص الاستثمار في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات في الأسواق الدولية المختلفة. وأعلن أن الشركة تدرس عدداً من الفرص حالياً، مشدداً على أنها تخطط لأن تكون لاعباً كبيراً وعالمياً في صناعة الطاقة. يشار الى أن «شركة قطر للبترول الدولية» تستثمر أكثر من 20 بليون دولار في أسواق عالمية كثيرة.