وافق وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي أمس على إنشاء جهاز للشرطة الخليجية، وأقروا استحداث لجنة أمنية دائمة من وزارات الداخلية في الدول الأعضاء، تُعنى بالأمن الصناعي وحماية المنشآت الحيوية، كما أكدوا على أهمية تحديث وتطوير الاتفاق الأمني بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما يواكب المستجدات والقضايا الطارئة. وشدد وزراء داخلية «التعاون» في اجتماعهم الثلاثين الذي أختتم أعماله أمس في أبوظبي على أن أمن دول «التعاون» هو كيان واحد وأن أي تهديد لأمن أية دولة هو تهديد لأمن دول المجلس جمعاء، واعتبروا أن اجتماعهم جاء وسط ظروف متغيرات سياسية مقلقة تجري في المنطقة. وأكد الوزراء على مواقف دول المجلس الثابتة التي تنبذ الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وصوره، مهما كانت دوافعه وأهدافه، مرحبين بتدشين مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب في نيويورك الذي يأتي إنشاؤه تتويجاً لمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته المملكة العربية السعودية في شهر فبراير من عام 2005، معبرين عن أملهم في أن يسهم إنشاء هذا المركز في معالجة أسباب ظاهرة الإرهاب، واجتثاثها من جذورها ومكافحتها، وتعزيز الجهد الدولي في دعم واستقرار الأمن والسلم الدوليين، كما دان وزراء الداخلية مخطط اغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن، عادين ذلك انتهاكاً سافراً، ومرفوضاً لكل القوانين والاتفاقات والأعراف الدولية، مؤكدين وقوفهم إلى جانب المملكة العربية السعودية في أي إجراءات قد تتخذها في هذا الشأن. ورحب الوزراء بقرار ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بتشكيل لجنة وطنية لتنفيذ التوصيات الواردة في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق. وهنأ الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز بثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باختيار الأمير نايف ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية. إلى ذلك قال وزير الداخلية بمملكة البحرين الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إن المخاطر الإرهابية التي تعرضت لها مملكة البحرين وإحباط مخططات إرهابية بالتعاون مع دولة قطر، يعزز التعاون الدائم والمستمر بين دول مجلس التعاون. إلى ذلك قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت الشيخ أحمد الحمود «إن المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة تتطلب مزيداً من التعاون بين دول المجلس لتلبية حاجات ومتطلبات هذه المرحلة وحماية أوطاننا وأمننا». بعد ذلك ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة بين خلالها أن الاجتماع سيناقش عدداً من المواضيع المهمة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول المجلس، مؤكداً الحرص والتعاون الدائم بين الأجهزة الأمنية في دول المجلس من أجل مواجهة جميع التحديات الأمنية، مشيراً إلى أن الاجتماع ينعقد وسط ظروف بالغة الدقة والحساسية في المنطقة تتطلب مزيداً من الجهود والتعاون بشكل مستمر ومضاعف بين الأجهزة الأمنية. بعد ذلك كرم وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الفائزين بجائزة التعاون لدول الخليج العربية للبحوث والدراسات الأمنية، ثم عقدوا اجتماعهم المغلق. من جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الاجتماع الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان «إن التحديات التي يشهدها العالم تتطلب مزيداً من العمل الدؤوب لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية التي تعصف بالعالم أجمع»، مبيناً أن الاجتماع يحفل بالعديد من المواضيع أهمها تعزيز التنسيق الأمني المشترك بين دول المجلس. أحمد بن عبدالعزيز: دول الخليج تواجه مؤامرات ودسائس تهدف للنيل من أمنها