كشف نائب رئيس البحوث في شركة المياه الوطنية الدكتور عبدالرحمن الشهري، أن خطة الشركة تتضمن «إنشاء 20 محطة لإعادة تكرير مياه الصرف الصحي في مختلف أرجاء السعودية، البعض منها تم انشاؤه والبقية لا تزال تحت الإنشاء». وقال في ورقة عمل في اليوم الختامي لمنتدى المياه والطاقة في جدة أمس، إن إجمالي إنتاج المحطات ال 20 بعد اكتمالها سيبلغ خمسة ملايين متر مكعب من المياه المعالجة في اليوم الواحد، وسيتم استخدامها في أغراض الزراعة والبناء والصناعة وخلافه. وشدد على ان الاشكال الراهن يتمثل في «عدم الاستفادة الكلية من المياه المعالجة، إذ يتم استخدام ما يقارب 18 في المئة منها، في حين يتم هدر ما يقدر 500 ألف متر مكعب في مياه البحر»، مشيراً إلى الحرص على تطوير منظومة معالجة مياه الصرف الصحي بهدف الاستفادة منها بنسبة 100 في المئة. وقال الشهري إن هذا التوجه يأتي للحد من استخدام مياه التحلية في أغراض الزراعة والصناعة، «يزيد الطلب على المياه في جدة مع ارتفاع معدل النمو السكاني، والتوسع في المساحات الخضراء داخلها، وهذا يعني ارتفاعاً في كميات المياه المطلوبة للمدينة، والتي تتركز على محطات تحلية المياه، خصوصاً أننا مثل بقية دول الخليج نعاني من ندرة في الموارد المائية، ولاسيما أننا استنفدنا غالبية مخزون المياه الجوفية». وكرر تأكيده أن «تخفيف الضغط على محطات تحلية المياه يتطلب استثمارات عالية، والحل يتمثل في استخدام مياه الصرف المعالجة من المحطات». من جانبه، أوضح وكيل إمارة مكةالمكرمة عبدالعزيز الخضيري، في كلمة له أمام المنتدى، إن جدة تعاني من تغير مناخي، وهذا التغير يترتب عليه تحديات، ونحن لا نعرف ما سنواجهه ومتى سيكون، ولذلك وضعت إمارة منطقة مكةالمكرمة خططاً لمواجهة أي تغير مناخي». وسئل الخضيري حول مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي في المنطقة، فأجاب: «نتوقع ان يكون هناك تغيرات كبيرة في العام المقبل 2012 في مجال معالجة مياه الصرف الصحي في منطقة مكةالمكرمة، اذ وقعت إمارة المنطقة مع الشركة الوطنية للمياه اتفاقاً لضخ مياه الصرف الصحي المعالجة في محطات التكرير إلى وادي فاطمة، ومتنزه الملك عبدالله ضمن مشروع بوابة للإدارة الحكومية». وأضاف: «هذا التوجه يعد استراتيجية جديدة تتلخص في الاستفادة من تلك المياه بدلاً من هدرها في البحر، وذلك بهدف استخدامها في عدد من الحاجات». إلى ذلك شدد الخضيري في تصريحات صحافية على هامش المنتدى، على ان المملكة تعد من أعلى الدول في استهلاك الماء، وهو ما دفعهم إلى وضع رؤية استراتيجية للاستفادة القصوى من الماء، موضحاً ان الاستهلاك الكبير للمياه في المملكة دفعنا للعمل على تطوير طرق الاستفادة من الماء، والبحث عن بدائل وحلول علمية، وذلك من خلال العمل على الاستراتيجية التي قمنا بها والمتمثلة في عدم حجب الماء عن مجراه، والاستفادة منه، ثم توجهنا إلى المناطق التي يمكن تخزين الماء فيها، مثل وادي فاطمة وجعله جزءاً من المخزون الأرضي. وتناول نائب الرئيس في مدينة الملك عبدالله للطاقة المتجددة والذرية الدكتور وليد ابوالفرج، في ورقة عمله التغيرات المناخية المتوقعة في السعودية، وقال: «بحسب دراسة أجريت أخيراً بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فإن السعودية ستشهد تغيرات مناخية وزيادة في معدلات هطول الامطار في السنوات المقبلة تتزامن مع ارتفاع متوقع في درجات الحرارة، ما سيؤدي الى ارتفاع معدلات تبخر المياه». ونوه إلى أن الدراسة أشارت الى ان التغيرات المناخية تشمل عدداً من المؤشرات المهمة، منها تغير كثافة هطول الأمطار في مناطق، وانخفاضها في أخرى، ما يشير إلى إمكان حدوث فيضانات في مناطق عدة في السعودية، في حين ستشهد أخرى تعرية وتصحراً.