أميركا تعطي دروساً في الديموقراطية وحرية التعبير لكل دول العالم، في حين أنها لا تطبق ذلك على أراضيها، أخرها مشاهد الاعتقالات والعنف الذي واجهت به السلطات الأمنية لديها المتظاهرين في وول ستريت! الشعب المصرى بالأساس هو شعب متدين (المسلمون والمسيحيون)، وهذا التدين هو سبب روح التسامح الأصيلة الموجودة بمعدن المصريين، العلمانية هي الدخيلة على الشعب، كما أنه - وللأسف - يستغل البعض هذا التدين ليتم توجيهه إلى مسارات أخرى ! في سورية لا يريد النظام أن يعي أن تعليق العضوية في الجامعة العربية هو طوق نجاة أخير للنظام، يعتبرونها عقوبات على رغم عدم تأثير تلك الخطة نهائياً على عمليات القتل المستمرة. ستتعرض الرئيسة الفيليبينية السابقة غلوريا ارويو لعقوبة السجن المؤبد في حال إدانتها بتهمة واحدة هي التآمر لتزوير انتخابات مجلس الشيوخ عام 2007 في بلادها، وقد وضعتها الشرطة تحت الحراسة تمهيداً لمحاكمتها، ترى كم سيكون الحكم على الرؤساء العرب - إذا افترضنا جدلاً محاكمتهم - بتهم تزوير كل انتخابات أجريت في بلادهم، حتى انتخابات الاتحادات الطلابية بالجامعات! أنا ضد أخذ التجربة التركية او الماليزية او غيرها وتطبيقها بحذافيرها على مصر، أرى أنه من الأفضل أخذ الجزء المناسب من كل تجربة، بحيث تصبح لنا تجربة يشهد لها العالم. لكل شيء حدود ... حتى الحرية ذاتها، فأنت حر ما لم تضر، وتنتهى حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، لكن للأسف الافراط في الحرية، خصوصاً حرية التعبير، أدى إلى نتائج سلبية أكثر من النتائج الايجابية، فبعيداً من التطاول المتكرر على الدين الاسلامي في دول الغرب من حين لآخر، رأينا أخيراً حملة «بينيتون» وصور القبلات التي - على حد وصف الشركة - تحمل معاني المصالحة، ودعوة لنشر السلام، لكنها في الواقع تحمل معاني الاساءة، ونشر الشذوذ! كانت حصانة البرلمان تمنح للأعضاء بهدف حمايتهم عند إبداء رأيهم بحرية تحت قبة المجلس الموقر، لكن للأسف لا أحد منهم كان يستغلها لهذا الغرض بقدر ما كانوا يستغلونها في الفساد بحرية، فكانت بمثابة حصانة تحمي حرية الإجرام والإفساد! الحرية أيضاً ليست بنشر صور فتاة وهي عارية للتنديد بالعنف والتحرش الجنسي ضد المرأة، والا لكان نشر صور المدمنين وهم يتعاطون المخدرات هو أسهل سبيل للتنديد بالإدمان، الحرية قيود... قبل أن تكون هي كسر القيود!