لمحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الثلاثاء إلى أن الانتخابات الروسية لم تكن حرة ولا نزيهة في كلمة لها امام اجتماع أمني اوروبي دعت خلالها للحريات الالكترونية. واتهمت كلينتون في كلمتها لوزراء من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا روسياالبيضاء باضطهاد "متواصل" للمعارضة وأشارت إلى ان أوكرانيا اضطهدت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو لأسباب سياسية. وللمرة الثانية تحدثت كلينتون عن "بواعث قلق خطيرة" بشأن الانتخابات التي اجريت يوم الأحد في روسيا والتي تقلصت فيها الأغلبية البرلمانية لحزب رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في انتخابات شابتها اتهامات بحشو صناديق الاقتراع وغيرها من المخالفات. وقالت كلينتون في كلمة خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في اوروبا التي تضم 56 دولة "عندما لا تحاكم السلطات الذين يهاجمون الناس بسبب ممارستهم لحقوقهم أو الكشف عن انتهاكات فإنهم يجهضون العدالة ويقوضون ثقة الناس في حكوماتهم." وأضافت في تصريحات تمثل انتقادات أشد من التصريحات التي أدلت بها امس الاثنين "كما شهدنا في أماكن عديدة ومؤخرا في انتخابات مجلس الدوما (النواب) في روسيا.. الانتخابات التي لا تكون حرة ولا نزيهة يكون لها الأثر ذاته." وتابعت "هناك قيود متزايدة على ممارسة الحقوق الأساسية في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا." في الوقت عينه قالت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا إن حزب روسياالمتحدة الذي ينتمي إليه بوتين يقترب من الحصول على 238 مقعدا في مجلس النواب "الدوما" المؤلف من 450 مقعدا بعد ان كان يشغل 315 مقعدا في المجلس المنتهية ولايته. وكانت النتيجة أسوأ انتكاسة تلحق ببوتين في الانتخابات منذ توليه السلطة قبل 12 عاما وتشير إلى السأم المتزايد من هيمنته على السياسة الروسية بينما يستعد لاستعادة الرئاسة في الانتخابات التي تجرى في اذار (مارس) . وكررت كلينتون مخاوف أمريكية من ان حزب بارناس الروسي المستقل منع من تسجيل اسمه في انتخابات الدوما وإن جهات مراقبة مثل منظمة جولوس تعرضت لهجمات الكترونية. وتدفع الولاياتالمتحدة منظمة الامن والتعاون في أوروبا -التي تأسست خلال الحرب الباردة كوسيلة لبحث حقوق الإنسان بين الغرب والسوفييت- لتبني مسودة "إعلان حول الحريات الأساسية في العصر الالكتروني". وقالت كلينتون "الحريات التي تمارس في الفضاء الالكتروني تستحق حماية تماما مثل الحقوق التي تمارس في الحياة الفعلية." وتابعت "الحريات الاساسية مثل حرية التعبير والتجمع السلمي والتواصل والدين تنطبق على محادثة في تويتر وتجمع تنظمه المنظمات غير الحكومية على فيسبوك تماما مثلما هي تنطبق على مظاهرة في ساحة عامة." وفي حين أن كلينتون قالت إن 28 من أعضاء منظمة الامن والتعاون في أوروبا تؤيد الإعلان فإنه من شبه المؤكد ألا تتبناه المنظمة نظرا لأنها تتبنى قراراتها بالتوافق. وقالت مصادر دبلوماسية لرويترز إن روسيا وروسيا البيضاء تعارضان الإعلان وإن دولا أخرى مثل تركيا لديها تحفظات. وقال مصدر لرويترز إن الامريكيين "لن يحققوا ما يريدون." من جهة أخرى أرسلت وزارة الداخلية الروسية قوات خاصة الى موسكو "لتوفير الأمن"، كما اعلن مسؤول في الوزارة غداة تظاهرة حاشدة نظمتها المعارضة احتجاجاً على الانتخابات التي فاز بها حزب فلاديمير بوتين. وقال الكولونيل فاسيلي بانتشيكوف رداً على استيضاح من وكالة انباء انترفاكس بعد معلومات عن شاحنات تنقل جنودا الى موسكو، ان هذه القوات الخاصة "ليس لديها سوى هدف واحد: ضمان أمن المواطنين" في إطار حالة استنفار جديدة "مشددة". و ذكر متحدث باسم حركة سوليدارنوست ان منظمي تظاهرة للمعارضة الروسية في موسكو احتجاجاً على سير الانتخابات النيابية التي فاز بها حزب فلاديمير بوتين، قد يسجنون 15 يوما. وقد أوقف أكثر من 300 متظاهر منهم اليكسي نافالني صاحب مدونة تهدف الى مكافحة الفساد، خلال التظاهرة غير المسبوقة في السنوات الاخيرة التي شارك فيها الآف الأشخاص في موسكو. وأراد المتظاهرون التوجه الى مقر اللجنة الانتخابية للتنديد بعمليات التزوير والضغوط التي مورست خلال الانتخابات التشريعية والمطالبة ب"روسيا من دون بوتين". الأمر الذي دفع بقوات الأمن 300 منهم على مقربة من ساحة لوبيانكا حيث مقر جهاز الامن الفدرالي الروسي. وفي تصريح لوكالة فرانس برس قالت متحدثة باسم حركة سوليدارنوست اولغا شورينا ان حوالى 250 شخصا منهم نافالني وأحد قادة الحركة المعارضة ايليا ياشين ما زالوا اليوم موقوفين. واضافت انهم "قد يبقون في السجن 15 يوما". وتابعت في تصريح لاذاعة اصداء موسكو ان نافالني وياشين "موجودان الان في محكمة" المدينة، مشيرة الى ان محاميهما لم يتمكنوا من الاجتماع بهما. ومساء الاثنين، احتشد الفا شخص كما تقول الشرطة وعشرة الاف كما يقول المنظمون، تحت الامطار في موسكو للاحتجاج على انتخابات الاحد، وهذا امر نادر الحصول في هذا البلد حيث لم تجمع التظاهرات - دائما ما تفرقها الشرطة- منذ سنوات الا مجموعة من الناشطين. وردد المتظاهرون في موسكو "روسيا من دون بوتين" و"يجب ان يذهب بوتين الى السجن".