لم يسبق أن تعرضت كل المنتخبات المشاركة في دو ال16 في كأس العالم للصعوبات ذاتها التي تعرضت لها في النسخة الحالية من البطولة، إذ تغيرت كل المعادلات، وتحولت توقعات النتائج الضخمة للمنتخبات الأكبر تاريخاً في البطولة إلى وهم. فارق الهدفين كان الأكبر في المباريات الثمانية كافة، ولم يتكرر سوى مرتين، الأولى في المباراة التي جمعت كولومبيا والأوروغواي، والثانية في اللقاء الذي جمع فرنسا ونيجيريا، فيما انتهت المباريات المتبقية كافة بفارق هدف وحيد، بل إن معظمها حسم في الأشواط الإضافية، بواقع خمس مباريات، وهو رقم يحدث للمرة الأولى. وعلى رغم أن البرازيل واجهت تشيلي في ثمن نهائي كأس العالم أكثر من مرة، فإن الأمور اختلفت هذه المرة، فبعد أن تجاوزتها بسهولة في المونديال الأفريقي الأخير بثلاثية نظيفة، لجأت إلى ركلات الترجيح بعد أن عجزت عن حسم الفوز في وقت المباراة الأصلي والإضافي، بل إن مستضيفة البطولة كانت قاب قوسين أو أدنى من الخروج. توقعات نقلت ألمانيا إلى الدور الثاني عبر محطة جزائرية سهلة، بددها نجوم المنتخب العربي الوحيد ونقلوا المباراة إلى الأشواط الإضافية قبل أن ينهاروا بهدفين، ولم يسعفهم تقليص النتيجة المتأخر والعودة إلى المباراة بهدف وحيد بتعديل النتيجة. الأمر ذاته انطبق على مباراة الأرجنتين المرشح الأقوى للتتويج باللقب في المباراة التي جمعته بسويسرا، إذ تخطى «التانغو» خصمه الأحمر بشق الأنفس وبهدف وحيد، سجله نجمه دي ماريا قبل دقيقتين من نهاية الشوط الإضافي الثاني، أما هولندا التي ضربت حامل اللقب بخماسية قاسية في أولى المباريات، فإنها عادت لتعاني الأمرّين أمام المكسيك، بل إنها تأخرت بالنتيجة حتى الدقيقة ال89، قبل أن تعود بشق الأنفس وتقلب تأخرها بهدف إلى انتصار بهدفين. ولعل من المصادفات العجيبة في هذه البطولة، أن دور ربع النهائي ابتسم للمنتخبات الثمانية التي تصدرت مجموعاتها في الدور التمهيدي، لتبقى الإثارة موعودة في دور الثمانية الذي تنطلق مبارياته غداً (الجمعة) بمواجهتين من العيار الثقيل، الأولى ستجمع ألمانيا والمنتخب الفرنسي، فيما تصطدم البرازيلبكولومبيا في المواجهة الثانية، على أن يلتقي منتخب الأرجنتين السبت منتخب بلجيكا، وتخوض هولندا اختباراً غامضاً أمام كوستاريكا.