لم يكتف عنبر المريشد بالعفو عن قاتل ابنه، بل طلب من رئيس محكمة حفر الباطن الشيخ سليمان الثنيان، بعد توقيع التنازل، أن يرافقه وزوجته، وموكب من شرطة حفر الباطن، يتقدمه مديرها العميد ضيف الله العتيبي، إلى منزل والد الجاني إبراهيم عجل سامر الحربي، في الإسكان الواقع خارج حفر الباطن، على طريق الرياض، قاطعين مسافة 10 كيلومترات، ليزفوا البشرى إلى ذويه بالتنازل. الحربي، الذي بدا مرتبكاً من الموقف، لم يملك إلا ان يقدم شكره إلى عائلة المريشد، التي «ضربت أروع الأمثلة في العفو والتسامح في ظروف صعبة، وهذا ما يبرز من خلاله الكرماء» بحسب قوله، سائلاً الله العلي القدير أن «يتغمد المقتول بواسع رحمته، وأن يجزي ذويه خير الجزاء». كما شكر المسؤولين على «الجهود الكبيرة» التي بذلوها لإنهاء إجراءات العفو عن ابنه. بدوره، عبر وكيل محافظة حفر الباطن مسلط الزغيبي، الذي تابع عملية العفو لحظة بلحظة، عن شكره وتقديره لعائلة المريشد، على «تنازلها لوجه الله عن قاتل ابنها»، متمنياً أن يكون ذلك «مضرباً للمثل، ويُقتدى به الآخرون»، مؤكداً أن ما حدث يدل على «تلاحم الشعب السعودي، في ظل قيادتنا، التي تسعى إلى إصلاح ذات البين»، مضيفاً أن «مثل هذه الأفعال هي سمات المواطن السعودي». ويأتي عفو المريشد بعد أيام من احتفالية شهدتها محافظة حفر الباطن، ب«شيخ العافين» حمود نايل طوعان الشمري، الذي عفا عن قاتل ابنه عواد، بعد ساعات من وقوع الجريمة. وعزا الشمري مبادرته بالعفو دون ان يطلب منه أحد ذلك، إلى «حفظ حقوق الجار»، فالقاتل، كان ابن جارهم. وقد أصر حمود، حين وقع تنازله في الشرطة، على خروج القاتل ووالده وأسرته، الذين كانت تحتجزهم الشرطة «احترازياً» خوفاً من ردة فعل أسرة القتيل، قبل حلول منتصف الليل. كما أقسم على ان يرافقه والد القاتل إلى المقبرة أثناء موارة ابنه الثرى، لإطفاء نار الفتنة.