مانغوا، مدريد - أ ف ب - اعلن الرئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا في مانغوا انه سيعود الى بلاده غداً، فيما توقف في نيويورك أمس للدفاع امام الجمعية العامة للامم المتحدة عن قضية اطاحة الجيش اياه من السلطة الاحد الماضي، لمحاولته تنظيم استفتاء افسح في المجال امام اجراء تعديل دستوري يسمح باعادة انتخابه في اقتراع اعتبرته المحكمة العليا غير شرعي، ثم ترحيله الى كوستاريكا. وقال زعيم اليسار الحاكم في هندوراس منذ العام 2006 امام مسؤولي مجموعة «ريو» الذين اجتمعوا في نيكاراغوا اول من امس: «سأعود رئيساً منتخباً، وساكمل ولايتي التي تمتد اربع سنوات»، علماًَ ان التحالف البوليفاري لدول الاميركيتين (البا) اعلن في مذكرة انه قرر سحب سفراء دوله الاعضاء وخفض تمثيلها الديبلوماسي في تيغوسيغالبا، اعتراضاً على حكومة هندوراس الديكتاتورية». واتفق قادة اميركا الوسطى على عزل النظام الجديد المنبثق عن الانقلاب. وقالوا خلال اجتماعهم ضمن قمة «نظام الاندماج في اميركا الوسطى» في نيكاراغوا ايضاً، إن «الهيئات المالية الدولية ستعلق فوراً كل القروض الممنوحة الى هندوراس». الى ذلك، أوضح مصدر في وزارة الخارجية الأرجنتينية إن الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز سترافق زيلايا لدى عودته غداً الى بلاده. وأضاف أن رئيس منظمة الدول الأميركية خوسيه ميغيل إنسولزا سيرافق زيلايا أيضاً الى زعماء آخرين من دول المنطقة. وغداة اندلاع مواجهات عنفية في تيغوسيلغالبا عاصمة هندوراس اسفرت عن سقوط جرحى كثيرين، نفى رئيس هندوراس بالوكالة روبرتو ميتشيليتي، والذي عين في منصبه حتى تولي الرئيس المقبل مهماته في كانون الثاني (يناير) 2011 وباشر تشكيل حكومته بعدما اعلن حظراً للتجول لمدة 48 ساعة, «وقوع انقلاب» ضد الرئيس المخلوع زيلايا، مؤكداً ان خلافته حصلت «بطريقة دستورية» عبر الكونغرس الوطني. لكن الانقلاب اثار احتجاجات وادانه المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ودول اميركا الوسطى وحتى الاممالمتحدة. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان اقالة زيلايا «غير شرعية»، مندداً ب «السابقة الخطرة» المتمثلة في اطاحة رئيس انتخب ديموقراطياً، ولم ينه ولايته». يذكر ان الولاياتالمتحدة تملك منشآت عسكرية في هندوراس استخدمت قاعدة لمواجهة الحركات المسلحة في اميركا الوسطى في الثمانينات من القرن العشرين. ويرى الخبراء ان دعم اوباما لرئيس هندوراس المخلوع زيلايا قد يمنح الولاياتالمتحدة فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة الخاضعة للتاثير المتزايد للدول «اليسارية» مثل فنزويلا. ورأى كيفين كاساس سامورا، الخبير في معهد بروكينغز بواشنطن ونائب رئيس كوستاريكا سابقاً، ان موقف اوباما «يمنح البيت الابيض فرصة للحد من العداوة ضد الولاياتالمتحدة»، معتبراً ان الفرصة سانحة امام واشنطن «لتقديم دليل واضح على انها تأخذ على محمل الجد اجواء حسن الارادة التي فرضتها خلال قمة دول اميركا التي انعقدت في ترينيداد وتوباغو في نيسان (ابريل) الماضي. لكن المحلل البوليفي ادواردو غمارا من جامعة فلوريدا الدولية اشار الى ان الولاياتالمتحدة لم تملك الا خيار مساندة الرئيس سيلايا المنتخب ديموقراطياً. ورأى ان الاختبار الحقيقي يتمثل في قدرة الولاياتالمتحدة على فرض نفسها كوسيط ذا صدقية، في وقت يسود اجماع كبير في مؤسسات هندوراس بأن الرئيس زيلايا استعد لانتهاك الدستور. واستبعدت كارمن ديانا ديري من مركز دراسات اميركا اللاتينية في جامعة فلوريدا نية اوباما التدخل في هندوراس، في ظل مواجهة ادارته الازمة الاقتصادية العالمية والتجربة النووية لكوريا الشمالية والانتخابات الرئاسية الايرانية. «كما ان تدخل الولاياتالمتحدة في هندوراس اصبح معقداً بسبب سنوات التدخل في اميركا الوسطى، حين جعلت الولاياتالمتحدة من الهندوراس قاعدة امامية في مكافحة النظام السنديني وحرب العصابات في السلفادور». br / واعتبر وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس انه من «العاجل والضروري» ان تستدعي بلدان الاتحاد الأوروبي سفراءها في هندوراس للتشاور بعد الانقلاب العسكري الذي شهده هذا البلد. وأوضح في مؤتمر صحافي أنه يحاول الاتصال بتشيخيا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد، ليقترح عليها «تحريك آليات التشاور لطلب استدعاء السفراء الاوروبيين من تيغوسيغالبا». وكان موراتينوس وصف في تصريح إذاعي أمس ب «المهزلة» تعيين روبرتو ميتشيليتي رئيساً بالوكالة بدلاً من رئيس هندوراس مانويل زيلايا، داعياً الى إبداء «حزم شديد» في المطالبة بإعادة زيلايا الذي أعلن عزمه على العودة غداً الى هندوراس، لرئاسة البلاد. وأوضح الوزير الإسباني انه بناء على «طلب من إسبانيا لم تستبعد» بلدان الاتحاد فكرة استدعاء سفرائها من تيغوسيغلبا للتشاور بسبب الانقلاب كما فعلت كل من البرازيل والمكسيك.