أطلقت وكالة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد، المرحلة الثانية من برنامج تعزيز الوسطية ومكافحة الغلو والتطرّف، الذي يتم خلاله تقديم مجموعة من الندوات والمحاضرات التي تستهدف الخطباء والأئمة في جميع مدن المملكة ومحافظاتها. وأكد وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الوسطية لدى الدعاة ومنسوبي المساجد، ومواجهة التيارات المنحرفة، وإبراز دور الوزارة في التوعية العلمية والفكرية بالرد على الشبهات، مشيراً إلى البرنامج في مرحلته الأولى شارك فيه أكثر من 500 من العلماء والاختصاصيين وطلبة العلم، ووصلت ندواته إلى 187 ندوة. وأضاف في بيان صحفي: «تناول البرنامج منذ إطلاقه في مرحلته الأولى، عدداً من المواضيع المهمة، يأتي بينها التعريف بمفاهيم الوسطية والأمن الفكري والإرهاب والغلو والتطرّف، إضافة إلى الحوار وأثره في البناء الفكري الإيجابي، كما ركّز على ضرورة تفعيل خطبة الجمعة في تحقيق الأمن الفكري، وتحقيق رسالة المسجد وأثرها في تعزيز الوسطية في المجتمع، والخطاب الدعوي وأثره في مواجهة الانحرافات الفكرية، وغيرها من المواضيع الأخرى». من جهته، أوضح المستشار ومدير إدارة التوعية العلمية والفكرية في وزارة الشؤون الإسلامية ماجد المرسال، أن أثر البرنامج في مرحلته الأولى كان إيجابياً، مؤكداً أن هناك تطويراً ستشهده المرحلة الثانية يشمل المتحدثين وإضافة بعض الدورات التدريبية، كاشفاً عن توجّه الوزارة لإشراك الداعيات من النساء في البرنامج، والاستفادة من الدور النسائية لتقديم الندوات لهن. وقال المرسال في حديث ل«الحياة»:» نستهدف من خلال هذا البرنامج جميع الأئمة والخطباء، لطرح ما يتعلّق بتعزيز الوسطية وتفعيل رسالة المسجد وخطبة الجمعة في تحقيق الأمن الفكري، وبانتهاء المرحلة الأولى وجدت الوزارة أن البرنامج حقق الكثير من أهدافه، إذ كان الأثر واضحاً على مستوى الخطب والمساجد عموماً، فمشاركة العلماء والأكاديميين وتقديمهم لهذه الندوات كانت مساهمة في التأكيد على تأصيل الاعتدال وترسيخ العقيدة الصحيحة وبيان ما يتعلق بولي الأمر وأدب الاختلاف وأدب طالب العلم، والتسامح والتحذير من التكفير، وقضايا الشباب وغيرها من المواضيع ذات الأهمية، وخلال المرحلة الثانية نعمل على إشراك الخطباء المميزين في الإلقاء، ممن لهم إدراك بمعاني الأمن الفكري، بجانب عقد دورات تقدّم الفائدة للخطيب». ونوّه بأن الوزارة تعمل على قياس أثر البرنامج من خلال الاستبانات وتقويم لجنة مختصة للبرنامج، وتلمّس جوانبه الإيجابية والسلبية، مبيناً أن الرصد الذي تقوم به الوزارة أظهر أن هناك ارتفاعاً في تناول مواضيع الأمن الفكري وتعزيز الوسطية في خطب الجمعة، لافتاً إلى احتمالية إشراك بعض الاختصاصيين في تقديم بعض الندوات، حتى إن لم يكونوا شرعيين، مضيفاً: «نفكّر في كيفية إشراك المرأة في مثل هذه البرامج، وتوظيف الدور النسائية لتعم الفائدة على الجميع»، مشيراً إلى أن الوزارة لديها عدد كبير من المحاضرات والندوات المتعلّقة بتعزيز الوسطية، ويمكن تحويلها إلى مطبوعات حتى تكون متاحة لمن يريدها. الغانم: خطباء لا يتناولون القضايا المهمة