في أحدث تحد من جانبه لقرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه، وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى الدوحة أمس للمشاركة في القمة العربية الحادية والعشرين التي يفتتحها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اليوم. وبدا أن القمة «لن تكون حاسمة» في شأن حل الخلافات العربية بسبب غياب الرئيس المصري حسني مبارك عنها، لكن مبعوثه إلى القمة وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب قال في الدوحة أمس إن «مصر حريصة على تحقيق مصالحة عربية حقيقية تنتهي إلى رؤية عربية في ما يتعلق بالقضايا الجوهرية». وتوالى أمس توافد الملوك والرؤساء العرب أو مبعوثيهم الى الدوحة التي وصل اليها ايضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعقد اجتماعاً مع أمير قطر. وعقدت اللجنة السباعية العربية المكلفة بلورة موقف موحد من تطورات الملف الفلسطيني والوضع في إسرائيل اجتماعا امس. وتضم اللجنة فلسطين ومصر وسورية والأردن ولبنان وقطر والجزائر، اضافة الى جامعة الدول العربية. واتفقت اللجنة على مشروع بيان يقدم للقمة يتعلق بعملية السلام وما يجري في إسرائيل في ضوء هيمنة اليمين واليمين المتطرف على الحكومة هناك، وفي ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي على الأرض المتمثل بالاستيطان وتهويد القدس، وهدم المنازل، وإقامة جدار الضم والتوسع العنصري. وتطرق المشروع إلى أن الدول العربية طرحت مبادرتها للسلام وأنه لا يوجد تجاوب من الجانب الإسرائيلي، بل على العكس صعدت دولة الاحتلال من عدوانها على الأرض. وحض مشروع البيان اللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي على الضغط على إسرائيل لكي تكون شريكا حقيقيا في عملية السلام، وقال: لا يجوز أن يبقى العرب ينتظرون تماما عاما بعد عام من دون أن يتحقق تقدم في المفاوضات، بسبب السياسات الإسرائيلية. وطالب مشروع البيان الذي بلورته اللجنة وسيقدم للقادة في القمة بفك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، لتسهيل حياة المواطنين الفلسطينيين، والبدء بعملية إعادة إعمار القطاع تبعا لما تقرر في مؤتمر شرم الشيخ للمانحين في الثالث من الشهر الجاري. ودعا الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة توافق وطني، تستطيع إعادة اللحمة الفلسطينية، والتحضير للانتخابات في الأراضي الفلسطينية، مشدداً على ضرورة التحرك نحو القضاء الدولي لتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للعدالة على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني. وكان قرار الرئيس المصري عدم حضور القمة ألقى بظلاله على أروقتها، وحرص مبعوثه مفيد شهاب على تأكيد دعم بلاده تحقيق مصالحة عربية حقيقية تنتهى إلى رؤية عربية في ما يتعلق بالقضايا الجوهرية، وإلى تعهدات والتزامات تقوم على الاحترام المتبادل وعدم تدخل دولة في شؤون دولة أخرى ونبذ أي محاولات للمساس بأي قطر عربي في توجهاته أو قضاياه. ونوه بأن مصر سبق أن أعلنت على لسان الرئيس مبارك حرصها الشديد على المصالحة العربية وأنها تبذل قصارى جهدها في سبيل تحقيقها، ودعمت كل الجهود لتحقيق مصالحة حقيقية بالفعل وليس بالقول. وأضاف أن رؤية مصر للمصالحة الحقيقية كانت وما زالت مبنية على حوار متعمق فيه عرض لمختلف وجهات النظر حول القضايا العربية، وفي إطار علاقة العالم العربي بالقوى الإقليمية والدولية الأخرى، وبعدها يحدث توافق في إطار هذا الحوار، ينتهى برؤية عربية موحدة من القضايا الجوهرية العربية.