القاهرة - رويترز - غادرت داليا عاصم (29 سنة) مقر الاقتراع الذي أدلت فيه بصوتها في دائرة قصر النيل في وسط القاهرة وهي في غاية السعادة لشعورها بأنها أدت دوراً مهماً في تشكيل مستقبل مصر من خلال أول انتخابات برلمانية تجرى بعد اسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك في شباط (فبراير) الماضي. وقالت داليا وهي تحمل طفلتها التي لم تتجاوز عامها الأول: «كنت أود التقاط صورة تذكارية أنا وزوجي وطفلتي أمام مركز الاقتراع لتسجيل هذه اللحظة الفارقة في تاريخ بلدي، لكننا للأسف كنا في عجلة من أمرنا». وأضافت: «شاركت في الانتخابات بصفتي امرأة وحرصت أيضاً على اختيار مرشحة من بين المنافسين على المقاعد الفردية في الدائرة حتى أعطي المرأة فرصة لدخول البرلمان وتمثيل النساء في مجلس الشعب المقبل». وسجلت المرأة حضوراً قوياً أمام مراكز الاقتراع، حتى أن صفوف النساء أمام بعض المراكز في القاهرة كانت أطول من صفوف الرجال. وامتلأت طوابير النساء بالبنات والسيدات من مختلف المراحل العمرية وحتى الحوامل. وقالت ريهام رأفت (28 سنة) التي تقع لجنتها الانتخابية في مدينة نصر في شرق القاهرة: «لم ألتفت كثيراً إلى نوع المرشح سواء كان رجلاً أم امرأة. ما يهمني هو البرنامج الانتخابي». وأضافت: «تركز اهتمامي في الأساس على الشباب لأنني أتمنى أن يحظوا بتمثيل جيد في البرلمان الجديد فهذا حقهم». ويتواصل التصويت اليوم في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب التي تشمل تسع محافظات بينها القاهرة والاسكندرية. وتأخر بدء الاقتراع في بعض اللجان بسبب عدم وصول بعض المواد اللازمة مثل أوراق الاقتراع والاقلام والحبر الفسفوري وكذلك وصول بعض الموظفين القائمين على الانتخابات متأخرين عن موعد فتح المراكز في الثامنة صباحاً. وتذمر كثيرون ممن كانوا يرتبطون بمواعيد عمل والذين حرصوا على الوصول مبكراً أمام مراكز الاقتراع بسبب هذا التأخير، لكن يبدو أن البعض الآخر، خصوصاً النساء المسنات، أخذ درساً مفيداً من تجربة الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية في آذار (مارس) الماضي وأحضر معه مقاعد صغيرة محمولة للاستعانة بها على طول الانتظار. وأبدى مراقبون تخوفهم من ضعف تمثيل المرأة في البرلمان المقبل بسبب قلة عدد المرشحات بالنظام الفردي وتأخر ترتيب النساء في قوائم الاحزاب المختلفة، لكن الأمر كان مختلفاً على مستوى التصويت. وقالت الإعلامية البارزة المرشحة المحتملة للرئاسة بثينة كامل: «لن نبكي ونقول لم يعطنا أحد حقنا. النساء موجودات دائماً وممارستنا للعملية الديموقراطية هي التي ستوجد دوراً للمرأة». وأضافت بعد أن أدلت بصوتها في مقر اتحاد الكشافة في منطقة القللي القاهرية: «طريق الديمقراطية طويل ولا يقتصر على المشاركة في الانتخابات. يجب أن تكون لدينا روح المبادرة والاقتحام حتى يتحقق دور افضل للمرأة». ورغم الإقبال النسائي على المشاركة، شكت بعضهم من وجود سلبيات منها عدم الاهتمام بالمسنين. وشكت نساء تجاوزن الستين من العمر من وجود لجانهن الانتخابية في أدوار مرتفعة مما يستلزم صعود عدد غير هين من درجات السلم. ولم تجد بعض الأمهات أماكن مناسبة لترك أطفالهن الرضع، فتعالت أصوات بكاء الأطفال من صفوف الناخبات أمام بعض مراكز الاقتراع.