رفضت المديرية العامة للدفاع المدني ما نعتته ب «الادعاءات» التي ذهبت إلى تأخر فرق الدفاع المدني في مباشرة حادثة حريق مدارس براعم الوطن السبت قبل الماضي والذي نتجت منه وفاة ثلاث معلمات ونحو 56 إصابة. وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة على لسان مديرها اللواء عادل زمزمي في بيان إيضاحي لها يوم أمس حول حقائق وملابسات الحادثة، موضحةً أن البلاغ الذي ورد لغرفة العمليات من إحدى معلمات المدرسة كان عند الساعة 12:57 من ظهر يوم السبت، حيث أشارت إحدى المعلمات في حديث لإحدى محطات الراديو إلى أنها أبلغت عن الحريق على الرقم 999 مع أنه ليس الرقم المخصص لعمليات الدفاع المدني. وأضاف البيان أن عمليات الدفاع المدني تلقت عدداً من البلاغات التي سبقت بلاغ الدوريات الأمنية، وكانت بعض الفرق وصلت وباشرت موقع الحادثة، فيما كانت الفرق الأخرى قريبة من الموقع. وأشار البيان إلى أن الادعاء بأن فرق الدفاع المدني قد تأخرت عن مباشرة الحدث هو ادعاء مرفوض ومردود على كل من أورده، «فنحن مجندون للعمل على مدار الساعة ومهنتنا التي أدينا القسم عليها أمام ولاة الأمر تحتم علينا سرعة التجاوب، وليس لنا أية مصلحة في التأخير وهناك أجهزة تسجيل توثق كل ما يجري وما يدور منذ لحظة تلقي البلاغ وحتى الانتهاء من الحدث مروراً بكل تفاصيل العمليات وما يجري على أرض الواقع، وهذه الأجهزة لا يمكن لأحد كائناً من كان أن يتدخل في عملها بالتعديل أو الحذف أو الإضافة وفيها ما يثبت سرعة التجاوب والمباشرة للحدث». وقال: «إن فرق الدفاع المدني وصلت ومن أكثر من اتجاه لموقع الحدث بعدد 23 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف وسيارتي سلالم وثلاث طائرات عمودية، وأعلنت في اللحظات الأولى للحدث حالة «بلاغ طبي أحمر»، وهذا الإعلان يعني الإدراك التام لأهمية الحدث وخطورته وهو يعني مشاركة أكثر من جهة في التعامل معه، وهي الشؤون الصحية التي شاركت بعددٍ كبير من سيارات الإسعاف والفرق الطبية الميدانية التي تقدم الإسعافات الأولية في الموقع مباشرة وإعلانها حال الاستنفار العام لمستشفيات المحافظة لاستقبال الحالات المصابة وهيئة الهلال الأحمر السعودي التي شاركت بما يزيد على 20 سيارة إسعاف وفرق طبية ميدانية تقوم بتقديم الإسعافات الأولية في موقع الحدث، إضافة إلى طائرتي إسعاف جوي، وأيضاً جهات حكومية أخرى مساندة. ولفت زمزمي إلى أنه من الطبيعي جداً أن تكون هناك عمليات إخلاء وإنقاذ ومحاولات سيطرة على الحريق في اللحظات الأولى لوقوع الحدث من جانب الموجودين بالموقع والمحيطين به لحين وصول فرق الدفاع المدني، «وهذا الأمر لم يحدث في حادثة المدرسة فقط بل وفي كل المواقع التي تتعرض للحوادث في كل أنحاء العالم سواء حوادث المدارس أو المنازل أو المركبات أو غيرها». ورفض اللواء زمزمي بعض ما سماها «الاجتهادات التي تجانب الصواب» سواء في الصحافة أو المواقع الإلكترونية التي أشار بعضها إلى أن الحريق أتى على كامل المدرسة، وقال: «هذا لا يمت للحقيقة بصلة فالحريق كان في مجمله في مساحة لا تتجاوز 8×6 أمتار في قبو المدرسة ولم يصل إلى الطوابق العلوية إطلاقاً حتى إنه لم يصل إلى مرافق أخرى تقع ضمن القبو ومجاورة له، ما يؤكد صحة ما أشير إليه من استخدام فرقة إطفاء واحدة للسيطرة على الحريق من أصل ثماني فرق إطفاء تقف على أهبة الاستعداد خارج أسوار المدرسة». وأضاف: «غاب عن الكثيرين معلومة مهمة، قدر كبير من الأهمية أن الخطورة لا تكمن عادةً في عملية الاحتراق، بل إن الخطورة الحقيقية هي ما ينتج من الحريق وما يعرف في مصطلحات علوم الحرائق ب «نواتج الحريق» وهي الأشد خطراً وضرراً على المحيطين بها لاحتوائها على غازات سامة وخانقة وتسبب حالات إغماء ووفاة لمن يتعرض لها في غضون ثلاث إلى خمس دقائق فقط، وهذه الأدخنة والغازات هي أيضاً ما يساعد على بث الذعر والهلع بين قاطني المنشأة لإعاقتها للرؤية وتغيير النمط السلوكي لمن يتعرض لها، وبالتالي تفقده القدرة على السيطرة والتركيز»، مؤكداً أن اغلب الحالات المصابة نتجت من السقوط أو التدافع ولم تكن هناك أية حال تعرضت للحرق المباشر بل للفحات حرارية بسيطة نتيجة حال الهلع التي سادت الموقع. وأوضح اللواء زمزمي أن المدرسة كانت تحوي لحظة وقوع الحدث ما يزيد على 600 طالبة من أصل 900 هو عدد الطالبات وأعضاء هيئة التدريس بها والعاملات، تم خروجهن من خلال استخدام مخارج الطوارئ بالمبنى والبعض الآخر تم إنقاذهن عبر النوافذ باستخدام السلالم فيما تم إنقاذ ما يزيد على 70 حالة من على سطح المبنى باستخدام الطائرات العمودية وسيارات السلالم. إعلان الحقائق كاملة... قريباً