«يوميات طالبة سعودية في مانشستر» عنوان لرواية للكاتبة ندى الرشيد، صدرت عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة. وتسجل الرواية، التي تقع في 160 صفحة أحداث وتفاصيل شهدتها الكاتبة، خلال إقامتها للدراسة في مدينة مانشستر البريطانية، ويطالع القارئ كلمة غلاف للدكتورة أسماء أبو بكر تخوض في الرواية وأجوائها، إذ تقرأ: تعمد الكاتبة في صوغ موقفها الأيديولوجي إلى تقنية أدائية توظف فيها شكل الرحلة، لتسجل يوميات طالبة سعودية تنسرب كروح نقية مسكونة بهاجس الغربة، طافحة لرواسبها العميقة وملتحفة بالرحيل، غادرت لتوها مدينتها التي تعشقها، مستسلمة لمستويات متعددة من الاغتراب، أعمقها اغتراب الذات إلى أقصى توجعاتها عبر ثنائية الرحيل والعودة الإجباريين، مما يحقق مثاقفة أيديولوجية وجمالية، بين بيئتين وعالمين يتراوحان من البصرة إلى مانشستر ثم العودة إلى الرياض فيما بعد، لوجوه تجمع بينها رائحة المطر وشبق المدن، ويباعد بينها المذاق المختلف للبيئتين، حينما تكون نفس الذات الإنسانية هي محور الفعل المتغير بتغير الأمكنة، فيتبلور صراع لا يخلص لانتصار إحداها على الأخرى، وإنما يتدفق ويستمر، فتنهزم أمامه الذات حينا وتنتصر حيناً آخر، ويبرز الحس الانتظاري لدى الشخصية ضمن علاقات إنسانية متنوعة، وما بين الرحيل النفسي والارتحال الواقعي تنبت الإيحاءات وتتولد الدلالات الممزوجة بطعم المطر والذكريات الأليفة والأليمة، ترافقها مجموعة متنوعة من المتناصات التاريخية والسياسية والشعرية التي تؤسس لتناغماتها الإيقاعية، فتتماهى مواجع الذات مع مواجع الوطن ويسكن هاجس الرحيل فضاءات الروح الإنسانية.