أطلقت شركة "مايكروسوفت" ما تأمل بأن يكون أكثر الجهود الخاصة نجاحاً للقضاء على الجريمة الإلكترونية، من خلال تعطيل قنوات الاتصال بين المتسللين وأجهزة الكومبيوتر المستهدفة. وتستهدف العملية التي بدأت أمس بناءً على أمر من محكمة إتحادية في ولاية نيفادا الأميركية، برنامجين خبيثين يعرفان باسم "بلادابيندي" و"جينكساس"، الذين يعملان بطريقة مماثلة، ويكتبهما ويوزعهما مطورو برامج في الكويت والجزائر، وفق "مايكروسوفت". وأكد مساعد المستشار العام لوحدة مكافحة جرائم الإنترنت في "مايكروسوفت" ريتشارد دومينغيس بوسكوفيتش أن "هذه أول قضية كبيرة تستهدف برامج خبيثة كتبها مطورون من خارج أوروبا الشرقية". واضاف بوسكوفيتش الذي عرقل فريقه في "مايكروسوفت" تسع عمليات أخرى للجرائم الالكترونية على مدى السنوات الخمس الماضية يعتقد ان مصدرها جميعا كان أوروبا الشرقية، أنه "لم نر برامج خبيثة بهذا الحجم وضعت شيفرتها خارج أوروبا الشرقية. هذا يبرهن حقاً على ان الجريمة الالكترونية أصبحت عالمية". وهذه البرامج الخبيثة قادرة على النقل المباشر لكل الأنشطة التي يقوم بها المستخدم على الشاشة، وتسجيل حركة نقر لوحة المفاتيح وسرقة كلمات السر والاستماع إلى المحادثات، وفق ما تشير الوثائق التي قدمت إلى المحكمة يوم 19 حزيران (يونيو) المقبل، وكشف عنها النقاب أمس. وقال بوسكوفيتش إن المبرمجين سوقوا هذه البرامج عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن بينها تسجيلات مصورة على موقع "يوتيوب" وصفحات على "فايسبوك". وقال إنهم "نشروا تسجيلات مصورة تشرح كيفية اصابة أجهزة الكومبيوتر بالبرامج الخبيثة". وسمح أمر المحكمة لشركة "مايكروسوفت" بتعطيل الاتصالات بين أجهزة الكومبيوتر المصابة بالبرامج الخبيثة وشركة "فايتالويركس إنترنت سولوشنز" التي تتخذ من رينو في ولاية نيفادا الأميركية مقراً لها. واضاف بوسكوفيتش أن المتسللين يتواصلون مع 94 في المئة من الاجهزة المصابة بالبرنامجين الخبيثين عبر أجهزة خوادم "فيتالويركس". ويستخدم المجرمون "فيتالويركس" كوسيط ليصعبوا على جهات إنفاذ القانون عملية تعقبهم.