سجّلت نتائج شركات الطاقة والبتروكيماويات المدرجة لدى بورصات المنطقة في الربع الثالث من السنة أداءً جاء من ضمن المتوقع أو أعلى منه في معظم الأحيان. وأثرت النتائج بقوة في وتيرة النشاط المسجّلة لدى بورصات المنطقة قبل الإعلان عن النتائج وخلالها، وأدت إلى تسريع وتيرة النشاط اليومي وزيادة حجم التداولات وقيمها. ولفت التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى «أن مؤشرات الأداء السوقية تُظهر أن احتفاظ الشركات المنتمية إلى قطاع الطاقة والبتروكيماويات، والمدرجة لدى البورصات، بقدرة عالية على تحقيق الأرباح التشغيلية، يُعطي مؤشرات على قوة القطاع ونوع وحجم الطلب وتوقيته، ويعطي دلالات على أن الطلب ووتيرة النشاط لدى القطاعات المتعلقة بمضمون نشاط هذه الشركات لا يزالان قويين، ما ينعكس إيجاباً على استمرار النشاط والإنتاج». وأظهر التقرير أن «نتائج أداء الربع الثالث الماضي جاءت موجبة لدى معظم الشركات المدرجة، التي ارتفعت أرباحها في شكل لافت، في حين راوحت هذه النتائج بين تحقيق ارتفاع ملموس على الأرباح وبين انخفاض للخسائر المتراكمة عن الربع الأول والثاني الماضيين». وأوضح أن «أسباباً ساهمت في تحقيق هذه النتائج، والتي راوحت بين ارتفاع الكميات المباعة وتحسّن أسعار بيع معظم منتجات البتروكماويات، إضافة إلى انخفاض تكلفة التمويل وزيادة الكفاءة التشغيلية للمنتجات في عدد من الشركات». وبيّن أن «بعض الشركات دخل العمليات التجارية لخطوط الإنتاج الجديدة، ما انعكس إيجاباً على حجم الإنتاج والأرباح النهائية، في حين لا تزال شركات الطاقة والبتروكيماويات تركّز جهودها على زيادة كفاءة التشغيل وضبط المصاريف الإدارية والعمومية والاستشارات الفنية والإدارية وغيرها، وعلى تحقيق أرباح تشغيلية، بما يضمن بقاءها وديمومتها ويدعم مراكزها المالية وقدرتها على مقاومة فترات التراجع والانكماش في حال حدوثها». وأشار التقرير إلى أن «الأداء لم يكن بهذه الإيجابية في قاعات التداول، إذ استمرت الضغوط على أسهم شركات الطاقة والبتروكيماويات في بورصات المنطقة، إضافة إلى الشركات الأخرى التي لم تحقّق نتائج مرتفعة أو إيجابية، فيما يُلاحظ الاتجاه النزولي لأسعار معظم أسهم شركات الطاقة والبتروكيماويات خلال الربع الثالث الماضي بسبب طبيعة وآليات الاستثمار التي يتبعها حملة الأسهم والمتعاملون لدى البورصات، من كل الفئات، في ظل غياب أي علاقة أو ترابط بين نتائج الأداء الربعية، أو نشاط الشركة الرئيس، واتجاه أسعار أسهمها على أساس يومي، ما يُعرقل تقويم شركات الطاقة والبتروكيماويات من خلال الاعتماد على مسارات تداولها وأسعارها السائدة لدى أسواق المال، إذ إن قرارات الاستثمار فيها لدى البورصات هي فردية آنية في معظم الأحيان، وقرارات الاستثمار في ميادين الطاقة ومشتقاتها الفعلية استراتيجية وذات جدوى وتنطوي على عوائد محاسبية واقتصادية مضافة في شكل دائم». السعودية والإمارات والعراق واستعرض التقرير أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز في منطقة الخليج خلال الأسبوع، ففي السعودية، حصلت شركة «جنوب الربع الخالي» (سراك)، المشروع المشترك بين «رويال داتش شل» و «أرامكو السعودية»، على موافقة السعودية لتنفيذ خطة تقويم لحقل كيدان الذي يحتوي على الغاز ويقع في منطقة الربع الخالي. وأشارت «سراك» إلى أنها ستحفر ما يصل إلى ثلاث آبار تقييم وستجري دراسات موسعة، إلى جانب استكمال تقويم كيدان مع نهاية عام 2013. وأبرمت السعودية اتفاقاً مع كوريا الجنوبية للتعاون في مجال تطوير الطاقة النووية، وجاء في البيان الصادر عن «مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة» أن الاتفاق يشمل التعاون في مجالات البحث والتطوير والتدريب والأمان وإدارة المخلفات. وفي الإمارات، أكدت مصادر في صناعة النفط أن خطاً إماراتياً لأنابيب النفط، اكتمل تقريباً، سيتجنّب المرور في مضيق هرمز، ومن المقرّر بدء تشغيله الشهر المقبل. كما من شأن مشروع «خط أبو ظبي للخام»، الذي يمتد 480 كيلومتراً بطاقة تصل إلى 2.5 مليون برميل يومياً، أن يتيح للإمارات تفادي الطريق البحري الخطر وتعزيز صادراتها من ميناء الفجيرة على خليج عمان. ويربط خط الأنابيب حقول حبشان، الخاصة بشركة «بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك)، بميناء الفجيرة. وتنفذ المشروع «شركة الاستثمارات البترولية الدولية» (ايبيك)، بينما تتولى «شركة التشييد والهندسة» البترولية الصينية أعمال البناء والمشتريات ومقاول البناء. وفي العراق، انسحبت شركة «رويال داتش شل» من محادثات لتطوير النفط مع حكومة إقليم كردستان العراق، وذلك في محاولة لحماية استثماراتها المربحة في جنوب العراق، حيث تسعى بغداد إلى فرض حظر واقعي على الشركات العاملة في منطقة كردستان. وهدّد أخيراً مسؤولون في الحكومة العراقية بإلغاء عقد نفطي مع شركة أكسون موبيل، واعتبروا خطوة «شل» احترازية لحماية عقد قيمته 17 بليون دولار مع بغداد لتجميع الغاز الطبيعي الذي يحرَق في حقول النفط. وأعلنت وزارة النفط عزمها توقيع عقد مدته 25 سنة ينص على تأسيس «شركة غاز البصرة» وذلك بين «شركة غاز الجنوب» العراقية وائتلاف بزعامة شركة «رويال داتش شل» ويضم شركة «ميتسوبيشي»، لاستغلال الغاز المصاحب من ثلاثة حقول قرب مدينة البصرة. وينص العقد على أن تأخذ «غاز الجنوب» 51 في المئة، و «شل» 44 في المئة و «ميتسوبيشي» خمسة في المئة. وأعلنت وزارة الكهرباء أنها وضعت اللمسات النهائية لعقد قيمته 1.08 بليون دولار مع شركة «تشاينا ماشينري إنجنيرنغ» الصينية لإنشاء محطة للكهرباء الحرارية بطاقة 1260 ميغاواط. ووقعت عقداً قيمته 85 مليون دولار مع شركة النظم الصناعية الكورية الجنوبية لتركيب 35 محطة فرعية لتوزيع الكهرباء في المنطقة الوسطى. الكويت وقطر وفي الكويت، باشرت كل من شركة «سينوبيك» و «مؤسسة البترول الكويتية» إنشاء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات في إقليم قوانغدونغ الجنوبي. وأكدت «سينوبيك» أن المشروع المشترك، بتكلفة 59 بليون يوان (9.3 بليون دولار)، يشمل مصفاة بطاقة 300 ألف برميل يومياً ووحدة اثيلين بطاقة مليون طن سنوياً، ويُتوقّع بدء الإنتاج عام 2015. وأوضحت «مؤسسة البترول الكويتية» أنها ما زالت تتطلّع إلى مشاركة شركات نفط عالمية في حصتها البالغة 50 في المئة في المشروع. وفي قطر، يبحث المسؤولون في شراء حصة في «نوفاتك»، ثاني أكبر منتج روسي للغاز، وفي مشروع «يامال»، من دون تحديد حجم الحصة المحتملة. وتواجه قطر، أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال، صعوبة في العثور على مشترين لكل إنتاجها، إلى أن ارتفع الطلب الياباني على الغاز إثر كارثة محطة فوكوشيما النووية في آذار (مارس).