ذكرتك يا مسافر من زمان ولا قدرت أنساك خذاني شيء من ذكراك مدري وين وداني تخيّل كم سنة مرت وأنا واقف على الشباك وعيني لآخر الشارع توديني وتنساني تتوه مسافرة بين الوجوه ونفسها تلقاك ولا تلقاك وامسح دمعها بسكات وألقاني وحيد اتخيّلك جالس تسولف لي على مركاك سوالف حب واتخبّى تحت رمشك عن أحزاني وتضحك والمحك غيمة ويلمع برق بين شفاك ويستر شعرك الدنيا وينسى البرد عنواني وأضيع بهمسك وتمطر براءة وارتوي من ماك وأعود من الجفاف أحيا وينبت عشب وجداني وتشرق شمس نظراتك على وجه الأماني ذاك وأشع ألوان طيف وتنكسر في خدك الواني ويغرق عطرك الغرفة واشمّه وامسك بيمناك واحلّق في الفضا عصفور طاير وأنت بأحضاني ويصرخ هالجدار بكل حرمان السنين أهواك ويرجع بالصدى «عبد الحليم» وتختفي ثاني وأناديلك تعال ويطفي الشارع وأموت هناك ورى الشباك في الظلما على طاريك وحداني