قد يحتاج حل مشكلة بعض الطرق التي تسيل عليها دماء الضحايا إلى سنوات، والضحايا من الجنسين خصوصاً أولئك الذين يقومون برحلات يومية للعمل أو الدراسة، والأكثر تخصيصاً الضحايا من الإناث معلمات وطالبات الذين غالباً لا يملكون حق الاختيار. هناك مشكلة أصغر منها ويمكن أن يسهم حلها في تقليل عدد الضحايا بإذن الله، ولا تحتاج إلى سنوات، هي اختيار وسيلة نقل أكثر أماناً، وهي الحافلات الكبيرة التي تعرفونها، إذ هي ثقيلة ومرتفعة. لو لاحظتم صور حادثتي حائل وجازان، هناك عامل مشترك هو وسيلة النقل الصغيرة، حافلة من نوع «الأنيسة» كما يسميها البعض، أو «ميكروباص» كما يسمونها في مصر، وهذه غالباً تعود لأشخاص ينقلون الطالبات أو المعلمات في مقابل الأجر، وهي كما نعرف ليست آمنة في طرق مثل التي رأينا. المعلمة أو الطالبة تدفع ما متوسطه ألف ريال شهرياً، ماذا لو وفرت الجامعات هذه الحافلات في مقابل أجر، أليس ذلك أكثر تنظيماً، وأكثر احتراماً، وفي جزء من مسؤوليتها الاجتماعية؟ وإذا لم تكن الأجرة تغطي الكلفة، تتحمل الحكومة الفرق، أو حتى يطلب من الموسرين من أهالي كل قرية. فكرة أخرى، أن يبادر المحسنون أو الجمعيات بتوفير الحافلة، وتتكفل الجامعات بتوفير السائقين، إن الأجر المتأتي من هذا التبرع كبير، والحمد والثناء الاجتماعي أكبر، والبهجة التي ستدخل على قلوب العائلات والطالبات والمعلمات تستحق المبادرة. يتبادر للذهن أن هذا واجب الحكومة، ممثلة في وزارتي التعليم العالي، والتربية والتعليم، وستقول الوزارتان إنهما قامتا بالمستطاع، وستحتاجان بنوداً كبيرة، وسيستغرق تعميم هذا سنوات عدة، ربما فقدنا فيها عشرات الأرواح والممتلكات. الحافلات الصغيرة ربما تناسب النقل داخل المدن، أو على الطرقات السليمة التصميم والتنفيذ والصيانة، الواسعة المفصولة الواضحة المعالم، لكنها بالتأكيد ليست مناسبة على غير ذلك. لو فكرت عزيزي المحسن أو الموصي ببناء مسجد فأضف إليه رجاءً حافلة للقرية الفلانية - مسقط رأسك مثلاً - أو أقرب قرية له، فالذاهبات إلى محراب العلم سيلهجن بالدعاء لك، وأمهاتهن من خلفهن سيفعلن المثل، وهي إن شاء الله صدقة جارية، وسنة حسنة في التبرع والوصية النوعية، وهي أيضاً تذكير دائم لمشاريع الطرق، ومشاريع النقل للطالبات والمعلمات، وتذكار لأنفس قضت شاء المولى أن يكون السبب طريقاً سيئاً أو وسيلة نقل متواضعة مع أسباب الأخطاء البشرية الأخرى. أخيراً يجب الاعتراف أنه مهما تعددت فروع الجامعات وهو أمر حسن لتعميم التنمية والتعليم، ستبقى هناك قرية أو محافظة أو حتى مركز فيه طالبات علم، وإليه تذهب المعلمات، فلا بد من طرق أفضل، وعقليات إدارية ومالية واعية في كل جهة ذات علاقة. [email protected] Twitter | @mohamdalyami