أفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) أمس، بنقل علي أكبر جوانفكر، المستشار الإعلامي للرئيس محمود أحمدي نجاد، الى مستشفى بسبب أزمة قلبية. وأشارت الوكالة التي يديرها جوانفكر، الى أن الأخير يُعالج في قسم العناية الفائقة في المستشفى الذي نُقل إليه بعد «شعوره بألم حاد في القفص الصدري وضيق تنفس ودوار». ويرأس جوانفكر أيضاً تحرير صحيفة «إيران» التي منع موظفوها اعتقاله خلال مؤتمر صحافي الاثنين الماضي، بعدما أمرت محكمة بسجنه سنة وبمنعه من ممارسة الصحافة ثلاث سنوات، بسبب ملحق «خاتون» (امرأة) الذي نشرته الصحيفة قبل شهور، والذي أثار غضب المحافظين، إذ أورد مقالاً تاريخياً يفيد بأن ارتداء التشادور ليس عادة ايرانية، بل جلبها الى ايران الملك القاجاري السابق ناصر الدين شاه (1831-1896)، بعد زيارته فرنسا حيث رأى نساء استقراطيات يرتدين ثياباً سوداء خلال حفلات. واتهمت المحكمة جوانفكر ب «نشر مواد تتعارض مع القواعد الاسلامية». ولمستشار نجاد 20 يوماً لاستئناف الحكم، لكن القضاء قرر توقيفه قبل استئنافه الحكم. تزامن الحكم على جوانفكر، مع حظر القضاء صدور صحيفة «اعتماد» الإصلاحية لشهرين، بعد نشرها مقابلة مع جوانفكر هاجم خلالها خصوم نجاد، مجدداً التلويح بكشف معلومات سرية عنهم. محاولة اعتقال جوانفكر وأعلن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي أن جوانفكر قاوم اعتقاله، محرّضاً موظفي «إيران» على مواجهة المكلفين توقيفه. وأشار الى ان المستشار الإعلامي لنجاد تجاهل إنذاراً بوجوب امتناعه عن الإدلاء بتصريحات قد تسبّب «قلقاً» في المجتمع، لكنه نفى أنباء عن استخدام أجهزة الأمن غازاً مسيلاً للدموع خلال هجومها على الصحيفة التابعة ل «إرنا». وكانت السلطات اعتقلت أثناء هجومها على الصحيفة، 40 من موظفيها، بينهم عبد الرضا سلطاني، نائب رئيس التحرير للشؤون السياسية. وأُفرج عن جميع الموظفين لاحقاً، لكن «إيران» صدرت في اليوم التالي (الثلثاء الماضي) بصفحة أولى بيضاء، احتجاجاً على ما حدث، معربة عن أملها ب «ألا يحدث أمر مشابه مطلقاً مجدداً». وقال سلطاني: «الدرس الرئيسي الذي تعلمناه من نجاد، هو الدفاع بحياتنا عن مبادئ الثورة». وكتب مدوّن مؤيد للرئيس الايراني أن الهجوم على الصحيفة مشابه للاعتداء على سكن الطلاب في جامعة طهران عام 1999، ولما كان يحدث مع الصحف خلال عهد رئيس الوزراء السابق محمد مصدق في خمسينات القرن العشرين. وأشار موظفون في الصحيفة اعتُقلوا خلال الحادث، الى ان أجهزة الأمن شتمت اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب نجاد، وحميد بقائي، مدير ديوان الرئاسة، مؤكدة أنها «ستُحضر نجاد قريباً معصوب العينين». وزار حاكم طهران مرتضى تمدن مقرّ الصحيفة، معلناً أن السلطات ستعتقل المعتدين عليها، فيما حذر رئيس القضاء صادق لاريجاني فريق نجاد من «تلويث المناخ الداخلي». في غضون ذلك، اعتبر وزير الاستخبارات الايراني حيدر مصلحي أن «الحرب الناعمة الشاملة بدأت ضد النظام»، مشيراً الى «معلومات» تؤكد أن «أميركا والاستخبارات البريطانية تقوّي التصوّف لضرب التشيّع». وأضاف أن «الأعداء يسعون الى توسيع اضطرابات المنطقة، لتشمل ايران ودول محور المقاومة في المنطقة»، وذلك من خلال «إحياء الفتنة مجدداً والاستفادة من فرصة الانتخابات» الاشتراعية المقررة العام المقبل.