شيع المئات من أهالي محافظة الدرب في منطقة جازان أمس الطالبات الثلاث اللاتي توفين جراء حادثة مرورية وقعت على طريق الدرب – بيش أثناء عودتهن من كلية التربية في محافظة صبيا. وقدّم أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز تعازيه لأسر الطالبات المتوفيات وسائق الحافلة التي كانت تقلهن، موجهاً بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة التفاصيل والجوانب المتعلقة بالحادثة. وقال: «آلمنا أشد الألم نبأ وفاة 3 طالبات من طالبات جامعة جازان وسائق الحافلة التي كانت تقلهن وإصابة 10 طالبات أخريات، ونتابع الحادثة منذ وقوعها وما قامت به مختلف الجهات حياله، وهناك من المصابات من ستغادر المستشفى غداً أو بعد غدٍ، وهناك حالات تحتاج لجراحات ستجرى لها وتبقى في المستشفى لضمان تقديم الخدمات العلاجية اللازمة لهن»، لافتاً إلى أنه في حال حاجة أي طالبة للنقل إلى مستشفيات خارج المنطقة عن طريق الإخلاء الطبي فسيتم ذلك في أسرع وقت. وشدد أمير منطقة جازان على أهمية التوعية بمخاطر الحوادث المرورية على الطرق وصيانة المركبات ومنها الحافلات الخاصة بنقل الطالبات بصفة دورية من الجهات ذات الاختصاص وإلزام السائقين بذلك وضرورة أخذ الراحة الكافية عند قيادة المركبة من السائقين منعاً لتكرر مثل تلك الحوادث مؤكداً أهمية أن يتحمل كل فرد وجهة ما أنيط بهم من مهام ومسؤوليات حفاظاً على الأرواح والممتلكات. وكانت حادثة مرورية وقعت لحافلة تقل 13 طالبة من طالبات جامعة جازان أول من أمس على طريق بيش - الدرب تسببت في وفاة 3 طالبات وسائق الحافلة وإصابة 10 طالبات، إصابة اثنتين منهن حرجة وتم نقلهما إلى مستشفى الملك فهد المركز بجازان، فيما تتلقى بقية المصابات العلاج في مستشفى محافظة بيش ومستشفى محافظة الدرب. وبدت زميلات الطالبات المتوفيات في حال صدمة جراء الحادثة المأسوية التي تعرضت لها زميلاتهن. وذكرت إحداهن (فضلت عدم ذكر اسمها) ل»الحياة»، أنها كانت تذهب معهن في الحافلة ذاتها إلى الكلية أحياناً ووجدت فيهن مثالاً للحياء والخجل، مشيرة إلى أنهن كن يحلمن بالتخرج ودائماً ما يرددن: «هانت ما بقى إلا القليل». وأكدت قريبة للطالبة المتوفاة هتون أحمد دلح أن عائلتها تعيش أوضاعاً نفسية صعبة جراء رحيل ابنتهم، مشيرة إلى أنها تركت وراءها طفلة رضيعة، لافتة إلى أن إحدى زميلاتها غادرت الكلية باكراً يوم الحادثة بعد أن حضر أحد أولياء أمورها وأوصلها إلى منزلها في محافظة الدرب. وأوضح المدير العام للشؤون الصحية في منطقة جازان الدكتور حمد الأكشم في بيان، أن معظم المصابات التي وزعت على كل من مستشفى الدرب ومستشفى بيش ومستشفى الملك فهد المركزي مستقرة، لافتاً إلى أن الطالبات المنومات في مستشفى الدرب العام هن شريفة محمد حسين شامي التي تعاني من جرح متهتك في الجبهة، فيما تعاني صالحة أحمد موسى مرياحي من كسر في عظام القدم اليسرى، ومشاعل علي يحيى الدربي من إصابة في مفصل الفخذ الأيمن، وشريفة حسن أبو قرن من كسر في الحوض، وانتصار معبر محمد القاضي من رضوض متفرقة وإصابة في الرأس والصدر، وفاطمة جابر القحطاني من شعر في الترقوة اليسرى وإصابة في الركبة اليمنى. وأضاف أن الطالبات المنومات في مستشفى بيش العام هن نالة عبده عسيري التي تعاني من رضوض وكسر في الكاحل الأيمن، وشقراء محمد مفرح الدرب التي تعاني من رضوض وكدمة بالعين اليمنى وإصابة بالكتف الأيسر، ونورة علي مغفوري من كسر في الترقوة اليسرى وإصابة في الركبة وحولت إلى مستشفى الملك فهد في جازان، وعهود علي يحيى خليفي من جرح بالرأس مع رضوض وحولت إلى مستشفى الملك فهد. وتطرق إلى أن الطلبات المتوفيات هن: هتون أحمد دلح (20 عاماً)، وهيفاء أحمد سيف (20 عاماً)، وسجى علي الحسين، إضافة إلى السائق حسن يحيى أمين حكمي (60 عاماً). وطالبت طالبات من محافظات بيش والدرب والشقيق ممن يدرسن في جامعة جازان وزير التعليم العالي بإعادة النظر في عملية نقل الطالبات إلى الكليات، داعيات إلى إنشاء كليات قريبة حتى يتقين شرور الحوادث الأليمة والمآسي التي تتعرض لها طالبات ومعلمات بشكل مستمر. وقالت طالبة (فضلت عدم ذكر اسمها): «أسافر يومياً مسافة تقرب من 100 كيلو متر للوصول إلى كلية التربية في محافظة صبيا، ما يجعلني عرضة للحوادث يومياً، كما أننا نصل أحياناً إلى كلياتنا بعد الوقت المحدد ونحرم من محاضرات عدة، كما نعود إلى منازلنا مساء». إخلاء 60 طالبة بسبب تماس كهربائي