استسلم أهالي مخطط «الخمرة» الواقع إلى جنوب محافظة جدة، أمس، إلى واقع «الإزالة» المر، ورضخوا لمعدات وآليات الأمانة وهي تعمل حديدها في منازلهم وأحواشهم هدماً وتكسيراً. ولم تجدِ كل المحاولات التي بذلت من السكان لمنع تنفيذ قرار لجنة إزالة التعديات، على رغم المشادات الكلامية بين منفذي الهدم وسكان الحي، التي آلت نهاية الأمر إلى احتجاز ثلة من المعارضين. وأكد رئيس لجنة التعديات المهندس سمير باصبرين استكمال جميع الإجراءات النظامية تجاه المعتدين في الموقع، إذ لا يملك أصحاب تلك التعديات أي مخول رسمي للتصرف في الأرض وإحداث المنازل و الأحواش عليها. وأضاف: «تم إنذار الأهالي ثلاث مرات متتالية بضرورة مراجعة اللجنة لإبراز ما يدعون من صحة وجود مستند رسمي لتقديمه للجنة، من دون حضور أي منهم وفي ضوء ذلك تمت الإزالة». أما المواطنون الذين أزيلت منازلهم فتحدثوا بحرقة وألم بالغين، وهم ينظرون إلى المعدات الضخمة تجرف منازلهم وأحواشهم بشكل «مفجع»، على حد تعبيرهم. وقالوا: «نملك خطاباً رسمياً من رئيس لجنة التعديات المهندس سمير باصبرين يفيد بأن المنطقة مأهولة بالسكان ويقضي بوقف الإزالة». وأضافوا نناشد المسؤولين بالنظر إلى الوضع الحالي الذي لا يرضى به أحد، «خصوصاً أننا وضعنا جميع ما نملك في هذه المنازل، إضافة إلى أننا نستأجر مكائن الكهرباء والمياه بمبلغ مادي ضخم من أحد العاملين من الجنسية الأجنبية». وتساءلوا، «أين المسؤولون في إدارة التعديات عندما كان الحي أرضاً فضاء؟، وعندما أتت المعدات للتخطيط وعندما ظهر الترقيم وبنيت المكاتب، وأين كانت البلديات الفرعية ومراقبو التعديات؟». وتحدث طلال الأسمري قائلاً: «أنا رجل معوق ولدي تقارير طبية تثبت ذلك، وقد استدنت المال لكي أحصل على منزل يحتويني أنا وأسرتي والآن أشاهد منزلي في المخطط وقد هدم، علماً بأنني لم أمنح أرضاً وأنا مريض ولا أستطيع الحركة، وأناشد خادم الحرمين الشريفين بإنصاف المواطنين في منطقة الخمرة ورفع الظلم عنهم، فهم اشتروا الأراضي منذ خمس سنوات، كما نطلب من لجنة حقوق الإنسان التدخل لرفع معاناتنا».