طهران، موسكو، باريس، واشنطن - «الحياة»، ا ف ب - تأثرت الأسعار العالمية للنفط أمس، بالمخاوف من قوة الاقتصادات الغربية وطلبها على الوقود، بعدما فرضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا عقوبات جديدة على ايران، ما زاد احتمالات انعدام الاستقرار السياسي في المنطقة. وتجاوزت العقود الآجلة لخام «برنت» 108 دولارات للبرميل، فيما اعلن عبد الحسين بيات نائب وزير النفط الإيراني ان العقوبات الأميركية الجديدة على قطاع البتروكيماويات «لن توقف مبيعاتنا للأسواق الأوروبية، لكنها سترفع الأسعار العالمية، وتدر لنا بغير قصد ايرادات أكبر». وشدد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست على ان «لا تأثير» للعقوبات الجديدة التي شملت قطاعي المصارف والنفط، واعقبت اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاسبوع الماضي تقريراً عزز الشكوك في وجود «ابعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الايراني، فيما لفت تنديد روسيا بالعقوبات بوصفها «غير مقبولة، وتتعارض مع القانون الدولي». وأعلن بيات الذي يرأس ايضاً مؤسسة البتروكيماويات الوطنية الايرانية ان استهداف تجارة البتروكيماويات في بلاده والتي يقدر حجمها ب 8 بلايين دولار وقطاعات اخرى، لن يوقف صادرات إيران من البتروكيماويات الى اسواقها المستهدفة مثل الاتحاد الأوروبي «لأن المؤسسة ليست على اللائحة السوداء للاتحاد»، علماً ان ايطاليا ايدت العقوبات. وزاد: «بفضل تأثيرنا على السوق العالمية وتعاوننا مع بعض الدول المستثمرة، لا يساورنا ادنى قلق من العقوبات التي سترفع الأسعار العالمية ما يزيد ايراداتنا من العملة الصعبة، علماً اننا نعتزم تصدير ما قيمته 14 بليون دولار من المواد البتروكيماوية خلال السنة الايرانية الحالية (التي بدأت في آذار - مارس 2011)». وصرح مجيد رضا حريري نائب رئيس غرفة التجارة الايرانية - الصينية بأن «العقوبات ستوسع التجارة مع الصين المهتمة بدعم العلاقات الاقتصادية» مع طهران. وفيما اقترحت فرنسا توقف الاتحاد الأوروبي بالكامل عن شراء النفط الايراني، قال أحمد قلعه باني مندوب شركة النفط الإيرانية: «تريد دول نفطنا، ولسنا قلقين من توقف الدول الأوروبية عن شرائه، علماً ان صادرات الخام الإيرانية إلى دول الاتحاد ضئيلة جداً». وكشفت مصادر ديبلوماسية ان الاتحاد يعتزم تجميد اصول حوالى 200 شخص وشركة اضافية خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل في الاول من كانون الاول (ديسمبر) المقبل. وتعهد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الرد على العقوبات بالمثل. اما مهمانبرست فأكد ان العقوبات «تندرج ضمن سلوك بعض الدول الغربية العدائي ازاء شعبنا لمنعه من حقوقه النووية. ولكن لا تأثير لذلك، ويعلم الجميع ان تعاملاتنا التجارية مع بريطانيا والولاياتالمتحدة في ادنى مستوى منذ سنوات، فيما زاد حجم مبادلاتنا الخارجية خلال الشهور الأولى من السنة الايرانية الحالية بنسبة 36 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي». في موسكو، قال الكسندر لوكاشفيتش الناطق باسم الخارجية الروسية: «على رغم الاتفاق الأسبوع الماضي على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية (الذرية)، نختلف بشدة مع الغرب على كيفية كسب تعاون طهران، فالعقوبات الجديدة تعقّد في شكل خطير الجهود لإجراء حوار بناء» مع الايرانيين.