إسلام آباد، كابول، كانبيرا - أ ف ب، يو بي آي - قتل شرطي باكستاني وجرح 5 آخرون و5 مدنيين في انفجار قنبلة أمام مدخل مدرسة ابتدائية رسمية للبنات قبل ساعة من فتح أبوابها في احد أحياء ضواحي ماردان القريبة من بيشاور القبلية (شمال غرب)، احد معاقل عناصر حركة «طالبان» المتحالفين مع تنظيم «القاعدة» والذين يشنون حملة دامية في كل أنحاء البلاد. وأوضح زيشان حيدر قائد شرطة ماردان أن القنبلة المزودة جهاز للتحكم عن بعد انفجرت لدى وصول الشرطيين إلى المدرسة، اثر تلقيهم اتصالاً من سكان يقيمون قربها ابدوا قلقهم من وجود كيس بلاستيك مشبوه أمام الجدار. وقال: «كانت ستحصل كارثة لو كانت المدرسة التي يؤمها أطفال تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات مفتوحة»، مشيراً إلى تدمير جدار السور. ويهاجم عناصر «طالبان» الذين ينتشرون في مناطق القبائل الشمالية الغربية المحاذية للحدود مع أفغانستان، المدارس خصوصاً مدارس البنات في المنطقة، لكنها تستهدف عادة خلال الليل حين تكون مغلقة. ولم تتبنَ أي جهة الهجوم، لكن «طالبان باكستان» وقفت وراء سلسلة من اكثر من 500 اعتداء نفذ غالبيتها انتحاريون، وأسفرت عن مقتل اكثر من 4700 شخص في أنحاء البلاد خلال السنوات الأربع الأخيرة. وفي إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، قتل ثلاثة عناصر أمن واثنان من أعيان القبائل وجرح 11 آخرون في انفجار استهدف كوكباً ضم باصاً اقلّ مهندسين صينيين وآليات عسكرية وسيارات بمدينة نصير آباد. ولم يصب أي من المهندسين الصينيين بأذى، فيما دمرت آليتان في التفجير، علماً أن أعيان القبائل رافقوا الفريق الصيني إلى قناة كراتشي لتفقّدها. كذلك، انفجرت عبوة ناسفة في كويتا من دون أن تؤدي إلى سقوط ضحايا، كما جرى تعطيل حزام ناسف في العاصمة إسلام آباد. جاء ذلك على رغم تأكيد احد قادة «طالبان باكستان» أول من امس انهم بدأوا مفاوضات سلام مع الحكومة، علماً أن اتفاقات سلام عدة أبرمت بين الطرفين في السنوات الأخيرة، لكنها لم تصمد ولم تسمح بوقف أعمال العنف، خصوصاً في معاقل المتمردين شمال غربي باكستان. وظلت أبعاد هذه المفاوضات الجديدة غير واضحة، خصوصاً أن متمردي الحركة منقسمون إلى فصائل عدة، فيما حدد القائد «الطالباني» مطالب الحركة ببقاء عناصرها في قواعدهم، وتعويضها عن الخسائر التي طاولتها خلال المعارك وتبادل السجناء. وأكد قائد آخر في الحركة إجراء اتصالات مع الحكومة، وقال: «جرت مفاوضات سلام منذ أسابيع، وشرطنا الأول هو إنهاء العمليات العسكرية في مناطق القبائل». ولم يؤكد مصدر رسمي إجراء هذه المفاوضات، علماً أن قادة سياسيين وعسكريين باكستانيين دعوا في 29 أيلول(سبتمبر) الماضي إلى تسهيل السلام والمصالحة في البلاد. على صعيد آخر، اعلن وزير الدفاع الأسترالي ستيفن سميث أن المهمة العسكرية الأساسية لبلاده في أفغانستان قد تنتهي بحلول 2013، أي قبل نحو سنة من الموعد المحدد لانسحاب كل القوات الأجنبية نهاية 2014. وقال سميث لشبكة «سكاي نيوز» الأسترالية: لا أعطي كلاماً حاسماً في هذا الشأن، لأن بعض الأشخاص قد يسارعون فوراً إلى نشر تاريخ محدد»، علماً أن ولاية اورزغان (جنوب)، حيث تتمركز القوات الأسترالية، ستُسلم في المرحلة الثالثة من برنامج تولي القوات الأفغانية مسؤوليات الأمن والتي حدد موعدها في النصف الثاني من العام المقبل. وكانت القوات الأجنبية سلمت نظيرتها الأفغانية 7 أقاليم في تموز(يوليو) الماضي، وسيعلن الرئيس حميد كارزاي قبل نهاية السنة الحالية برنامج عملية التسليم الثانية. وكانت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد أعلنت أول من أمس التزام بلادها الجدول الزمني المحدد لانسحاب القوات الأسترالية من أفغانستان، وقالت: «على رغم أن الموعد المحدد لسحب القوات من اورزغان لم يحدد، لكن تدريب القوات المحلية يجب أن ينتهي بحلول 2014».