القدس المحتلة - ا ف ب - اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو محادثات امس مع نائب وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز في شأن سبل إعادة إطلاق المحادثات مع الفلسطينيين المتعثرة منذ عام. وافاد بيان صادر عن مكتب نتانياهو ان الجانبين «ناقشا سبل إعادة اطلاق المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين»، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وانهى بيرنز اجتماعه مع نتانياهو في الوقت الذي بدأ فيه العاهل الاردني عبدالله الثاني زيارة نادرة لرام الله للقاء الرئيس محمود عباس الذي كان استقبل بيرنز مساء الأحد في رام الله. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن عباس أكد لبيرنز انه «جاهز للمفاوضات اعتباراً من اللحظة التي توافق فيها حكومة اسرائيل على وقف الاستيطان والاعتراف بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات وإنهاء حدود دولة فلسطين بما فيها القدسالشرقية»، كما طالب «بوقف الحملة الاستيطانية الشرسة التي تقوم بها حكومة اسرائيل والتي تهدف الى تخريب اي جهد دولي ممكن واي أفق لتنفيذ حل الدولتين». واضاف عريقات ان عباس شدد على ان «المصالحة مصلحة فلسطينية وطنية عليا»، نافياً ان يكون بيرنز نقل رسائل تهديد من الادارة الاميركية ضد المصالحة، في اشارة الى لقاء مرتقب بين قيادتي «فتح» و«حماس» بهدف المصالحة. ونقل عريقات عن عباس قوله لبيرنز: «اننا نسعى من خلال تقديمنا لطلب عضوية دولة فلسطين في الاممالمتحدة من خلال مجلس الامن، الى تجسيد خيار الدولتين الذي لا يتناقض مع الشرعية الدولية ولا يهدف الى عزل دولة اسرائيل». واضاف ان عباس تطرق خلال لقائه بيرنز الى «تفاهماته مع رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود اولمرت في خصوص إطلاق دفعة من الأسرى القدامى، خصوصاً المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو الموقع عام 1993». وتابع ان عباس طالب الجانب الاميركي «بالتدخل مع الحكومة الاسرائيلية الحالية لتنفيذ هذا الاتفاق». مهمة بيرنز والمصالحة ونقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان هذه المهمة «العاجلة» لبيرنز تقررت بعد الاعلان عن لقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في القاهرة الخميس المقبل. واضافت ان بيرنز «سيحذر السلطة الفلسطينية من تداعيات تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس، ما قد يدفع الادارة الاميركية الى قطع المساعدات الاميركية عن السلطة». يُذكر ان زيارة بيرنز تقررت بعد ان هدد نتانياهو بقطع اي تعاون امني مع السلطة الفلسطينية في حال تشكلت حكومة وحدة وطنية تشارك فيها «حماس». وتأتي الزيارة بعد اخرى قام بها المبعوث الاميركي لعملية السلام ديفيد هيل الاسبوع الماضي الى المنطقة، وكذلك بعد اجتماعات اطراف اللجنة الرباعية مع كل من الفلسطينيين وإسرائيل. السلطة وأموال الضرائب من جهة أخرى، اعلن وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي ان السلطة الفلسطينية طلبت من الاممالمتحدة التدخل للافراج عن الاموال الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل. واوضح: «نقوم بشكل دوري بإرسال تقارير الى الأمانة العامة للأمم المتحدة في شأن الاجراءات التي تقوم بها إسرائيل، للفت نظرها، ونرسل نسخاً من هذه التقارير الى مجلس الأمن والى رئاسة الجمعية العامة للامم المتحدة». واضاف: «طلبنا التدخل لدى اسرائيل للافراج عنها»، وذلك في التقرير الاخير الذي رفعناه الى الامانة العامة للامم المتحدة. وكانت اسرائيل أوقفت تحويل مستحقات شهرية مالية للسلطة الفلسطينية، تجبيها من الضرائب لصالح السلطة، وتقدر بأكثر من 100 مليون دولار، وذلك في سياق الأزمة الجديدة التي نشبت عقب توجه القيادة الفلسطينية الى الاممالمتحدة للمطالبة بالعضوية الدائمة، وكذلك عقب فوز فلسطين بعضوية «منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو).