ردّت «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) على تصريحات مسؤولين إسرائيليين طالبوا فيها بإنهاء عمل المنظمة الدولية التي تعنى بشؤون ملايين اللاجئين الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، وقال المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة في تصريح إن «الجمعية العامة للأمم المتحدة هي التي أنشأت أونروا، وهي التي تملك الحق فقط بحلها أو إنهاء أعمالها، وليس تمنيات هنا أو هناك». وأضاف: «سنواصل تقديم الخدمات لملايين اللاجئين حتى حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً وشاملاً يرضى به اللاجئون أنفسهم». وشدد على أن «هناك إجماعاً دولياً وإقليمياً، وحتى إسرائيلياً على ضرورة مواصلة أونروا عملها نظراً إلى أنها عامل استقرار وسلام في المنطقة». وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية قالت أمس إن إسرائيل تحرّض على إغلاق «أونروا» بحجة أن هذه الوكالة «تشكل عقبة أمام أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين بسبب المعايير المختلفة لوضع اللاجئ الفلسطيني». وأشارت إلى أن «هناك إجماعاً (إسرائيلياً) بعدم السماح لعودة اللاجئين الفلسطينيين، وأنه طالما أن أونروا موجودة فإن الخلاف سيظل قائماً في شأن أعداد اللاجئين الذين ستعوضهم إسرائيل». وينص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 194، الذي يطالب الفلسطينيون بتطبيقه، على ضرورة عودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم أيضاً عن ممتلكاتهم. وتعتبر الأممالمتحدة أن من ترك بيته في نكبة فلسطين عام 1948 لاجئ وجميع ذريته لاجئون أيضاً. وكانت إسرائيل هجّرت على وقع المذابح الرهيبة أكثر من 700 ألف فلسطيني من داخل فلسطين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسورية ولبنان. ووفق المعايير الإسرائيلية، فإن 250 ألف لاجئ فلسطيني فقط هم على قيد الحياة اليوم ممن تم تهجيرهم عام 1948، فيما يصل عددهم وأبناءهم وأحفادهم وفق إحصاءات الأممالمتحدة إلى أكثر من خمسة ملايين لاجئ. من جهة أخرى، وصل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر أمس وفد دولي كبير يضم عشرات الشخصيات البرلمانية والسياسية حول العالم وممثلين عن الثورات العربية، على أن يلحق به وفد أفريقي آخر بعد يومين. وقال عضو «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» رامي عبده إن الوفد الذي يضم نحو 150 شخصية، يزور القطاع تحت شعار «ربيع الحرية». وأضاف أن الوفد سيعلن من غزة اليوم «الإعلان العالمي لرفض حصار الشعوب»، والذي سيودع لاحقاً كوثيقة تاريخية لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. واعتبر عبده الزيارة بأنها «أول تحرك دولي يقوده ممثلو شعوب العالم، وفي مقدمهم ممثلو الثورات العربية وبرلمانيو العالم، من أجل إصدار إعلان الشعوب العالمي لرفض الحصار المفروض على غزة». وأشار إلى أن تنظيم الزيارة تم بالتعاون بين «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة»، و «رابطة علماء أهل السنّة» في مصر، وأن الوفد الأفريقي يرأسه رئيس برلمان جنوب أفريقيا. وسيعقد الوفد سلسلة لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين، من بينهم رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في غزة إسماعيل هنية، كما سيلتقي رجال أعمال فلسطينيين، وممثلات عن قطاع المرأة، وممثلين عن المنظمات الأهلية غير الحكومية، وسيجول في عدد من مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، وسيلتقي مسؤولين في «أونروا».