في الوقت الذي كان فيه أنصار النصر يتابعون عن قرب وسائل الإعلام والموقع الرسمي للنادي على شبكة الإنترنت، بانتظار خبر التوقيع مع قائد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم حسين عبدالغني، ولاعب وسط نادي الوحدة أحمد الموسى، فاجأهم النادي برسالة غير متوقعة، تضمنت اعتذار المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم الأرجنتيني إدغاردو باوزا عن عدم تكملة مشواره مع الفريق في استحقاقات الموسم المقبل، على رغم أن كل المؤشرات كان تؤكد ان هذا الموسم سيكون استثنائياً ل«العالمي»، بعد الخطوات المتلاحقة لتدعيم صفوف الفريق بلاعبين مميزين، بيد أن باوزا خالف المنتظر، ووجه ضربة قاصمة لظهر النصر وأنصاره، ما يعني أن الإدارة ستعود من جديد لوضع خطط الموسم المقبل مع فكر تدريبي جديد، وهو ما قد يقضي على كثير من التحركات التي تمت وانجزت، سواء على صعيد اللاعبين الأجانب المملوكين للنادي، او العناصر الأجنبية التي قد تتغير مراكزها بعد التغيير المفاجئ والصعب، وعلى رغم الرسالة التي بعثها رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي لجماهير ناديه «النصر ناد كبير، ولن يتوقف برحيل أي مدرب، لأنه قادر على جلب أفضل الكفاءات التدريبية كعادته»، «الحياة» توجهت لرصد أبعاد هذا القرار في المرحلة المقبلة، فوصف المدرب الوطني علي كميخ ابتعاد المدرب الأرجنتيني إدغاردو باوزا عن تدريب الفريق الموسم المقبل بالقرار الصعب، لكنه عاد وأكد ان النصر قادر على جلب ما هو أفضل منه «اعتذار المدرب الأرجنتيني إدغاردو باوزا عن عدم إكمال المهمة للفترة المقبلة هو من دون شك أمر سيئ بالنسبة للفريق، وخسارة بحد ذاتها في هذا الوقت على وجه التحديد، لأنه يحمل الفكر الكروي والخبرة العريضة، والتي من الممكن لو استمر ان تأتي بالنفع على الفريق، وهذا القرار سيعرقل بعض الخطوط العريضة في المستقبل القريب، التي رسمها بنفسه بدعم من إدارتي النادي السابقة والحالية، لأنه استطاع في فترة وجيزة إيجاد اسم قوي له في الكرة السعودية عن طريق نادي النصر أحد الأندية الجماهيرية والمنافسة وبقوة على البطولات». واضاف: «يظل النصر نادياً كبيراً، ولن يتأثر بإذن الله باعتذار هذا المدرب، وهو قادر على أن يعود من جديد مع أي نهج وفكر تدريبي جديد، لوجود العوامل والأجواء المساعدة في العمل الناجح، بشرط استمرار النهج الذي تقوم به الإدارة في عملية التحرك لدعم الفريق بلاعبين محليين وأجانب على قدر كبير من الكفاءة الفنية المميزة التي تضيف للفريق، وإذا عدنا للمرحلة التي أشرف فيها باوزا على النصر، فسنلحظ أنه لم يحقق نجاحاً بتحقيق البطولات، على رغم قصر الفترة التي أشرف فيها على الفريق، ولم يصنع لنا جيلاً، ولم يكن في أجندته أنه منح العناصر الشابة الفرصة الكاملة باللعب مع الفريق، وفي مراحل الحسم لم يقدم نفسه بشكل جيد، وهناك نوع من الركاكة في عمله، ولم يستفد الأرجنتيني باوزا من كثافة الدعم الجماهيري، التي قل ما توجد في الأندية من ناحية الدفع بالعناصر الشابة، باستثناء إبراهيم غالب وفهد الرشيدي، اللذين أخذا فرصتهما على يد المدرب البرازيلي إدغاردو مدرب شباب النادي الموسم الماضي، وما زلت أتذكر جيداً المدرب بروشتش عندما دربني أنا ومجموعة من زملائي، اذ كان يهتم بالوجوه الشابة والواعدة، بتهيئتهم بشكل تدريجي للعب مع الفريق، حتى يكون اعتماده عليهم بشكل كلي». وعن المرحلة المقبلة للنصر ومدى تأثرها بعد رحيل المدرب، قال كميخ: «النصر مقبل على مرحلة ستكون بإذن الله إيجابية، لكنني أرجو وأتمنى من مسيري النادي من دون تحديد أسماء حسم الصفقات، سواء من العنصر المحلي أو الأجنبي على وجه السرعة وقبل بداية التدريبات، وأن يكون المهر غالياً في هؤلاء اللاعبين، لأن الوضع يتطلب ذلك، وأن تنطلق مسيرة النصر وتعود كما كانت وأفضل، ولدي قناعة شخصية ومتأكد منها بأن مستقبل النصر سيكون بخير، لاسيما أن الفريق في الموسم الماضي، وعلى رغم عدم تحقيق البطولات، إلا أنه كان حاضراً وبقوة من جميع النواحي الجماهيرية والفنية والإدارية والإعلامية». وختم المدرب الوطني علي كميخ حديثه متطرقاً إلى العمل الكبير، الذي يقوم به رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي «إدارة النادي الحالية تقوم بجهد غير عادي لعودة الفريق إلى سابق عهده كفريق منافس ويحقق البطولات، إلا أنني أتمنى وأكررها مراراً وتكراراً أن تكون لغة المال هي من تحسم الصفقات، لاسيما أنه حتى هذه اللحظة لم تحسم بعد أي صفقة محلية أو أجنبية من فئة السوبر ستار، وهذا ليس تقليلاً من العمل الجبار، الذي يقوم به الأمير فيصل بن تركي في هذه الفترة، ولكن أكثر ما أتخوف منه هو أن يعود البرازيلي التون والمصري حسام غالي للفريق، اضافة الى الأسماء التي سيتم تنسيقها من كشوفات الفريق».