قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع امس ان الوضع العربي «ليس في مستوى الطموح، لا بالنسبة الى سورية ولا بالنسبة الى المواطن العربي»، لافتا الى ان المواطنين العرب «يريدون مواكبة لطموحاتهم». وأوضح الشرع في لقاء مع عدد من الصحافيين السوريين ان العلاقات مع السعودية «مريحة» وان هناك «امكاناً للتفاهم» بين البلدين باعتبار ان ما حصل في الفترة الاخيرة بين دمشق والرياض «فتح الابواب لمعالجة كل الملفات الثنائية وتلك التي لها طابع اكثر من ثنائي»، في اشارة الى لبنان والعراق والقضية الفلسطينية، اضافة الى «مواجهة التحديات بشكل من اشكال التضامن العربي». واعلن امس ان الرئيس بشار الاسد استقبل في مقر اقامته كلاً من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كما ان الرئيس معمر القذافي طلب لقاء مع الاسد على هامش قمة الدوحة. وفي تأكيد لكلام الشرع، اعتبرت مصادر سورية رفيعة المستوى ان «الناس تجاوزت الحكومات العربية وهي تتوقع مواكبة من الدول لطموحاتها كما يجب»، خصوصا ان التطورات الاخيرة في العالم وما يتعلق بالازمة العالمية ومنطقة الشرق الاوسط «اوجدت فرصاً امام الدول التي هي في وضع سليم، وبينها سورية». وفي هذا السياق، ترى المصادر ان الاسرائيليين «قلقون اكثر من اي وقت مضى» ذلك ان «شعوراً بالهزيمة» موجود لديهم. وعن الوضع الفلسطيني، ترى المصادر ان المنظمات الفلسطينية باتت «امام خيارات محددة كبيرة» ما يتطلب ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وتجاوز اي شكل من اشكال الانقسام والافادة من «التطوع المصري» برعاية المصالحة بين حركتي «حماس» و «فتح» مع ضرورة توفير «دعم عربي كامل وفعال للفلسطينيين» لأن هذا الدعم هو الذي يجنب القاهرة «اي مشاكل» ماثلة امام الوضع الفلسطيني. واشارت المصادر الى ان دمشق «شجعت» جميع الفصائل الفلسطينية على المشاركة بجدية في الحوار الفلسطيني في القاهرة. واذ اشارت المصادر الى وجود حوار عربي مع عدد من التكتلات والدول في العالم، تساءلت : «لماذا لا يحصل حوار عربي-ايراني؟» قبل ان تؤكد ان «اي دولة عربية لم تأت الينا لتقول انها منزعجة من العلاقات مع ايران»، مع الاشارة الى انه «ليس واقعيا» سعي وسائل اعلام اجنبية لتحويل ايران الى وضع يشبه ما كان عليه الاتحاد السوفياتي. وقالت المصادر ان «الرهان على ضرب العلاقات السورية - الايرانية رهان خاطئ وخاسر» قبل ان تشير الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما «مدح حكومة ايران وشعبها في عيد يخصهما» وإلى ان الدول العربية اختارت ان «تعالج قضية الاراضي المحتلة بالتفاوض وبالطرق السلمية». وحذرت مصادر سورية رفيعة اخرى تحدثت الى «الحياة» من دعوات رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو لاقامة «السلام الاقتصادي» بحيث يكون «السلام في مقابل التنمية» بدلاً من «الارض في مقابل السلام»، الامر الذي يتطلب خروج القمة العربية بموقف موحد منه. ولاحظت ان السلام يقع في الموقع الثالث في اولويات ادارة الرئيس اوباما بعد حل الازمة الاقتصادية وملفي باكستان وافغانستان. واذ لا ترى المصادر السورية فروقات كبيرة بين ما يسمى اليمين واليسار في اسرائيل، فإنها تتريث في اعلان موقفها من تشكيل حكومة نتانياهو مع التأكيد على ان التزام الانسحاب الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران (يونيو) 1967 «نقطة انطلاق» اي مفاوضات او اتصالات لتحقيق السلام.