يسعى لبنان إلى استقطاب مزيد من السياح الصينيين، إذ أظهرت أرقام الزوار فرقاً شاسعاً بين أعداد اللبنانيين الذين زاروا الصين وأعداد الصينيين الذين زاروا لبنان، وذلك قياساً إلى فارق التعداد السكاني الكبير بين البلدين. وأعلن وزير السياحة اللبناني فادي عبود ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان في افتتاح «الملتقى السياحي اللبناني – الصيني» الأول بعنوان «السياحة ثقافة وفنون وتفاعل حضاري»، الذي نظمه في فندق «مونرو» اتحاد النقابات السياحية في لبنان والرابطة اللبنانية - الصينية للصداقة والتعاون وكلية السياحة في الجامعة اللبنانية، في حضور سفير الصين وو جيشان، «تنفيذ منشورات عن السياحة اللبنانية بالصينية». وأشار إلى أن «من أولويات البرنامج التنفيذي للترويج والتسويق لعام 2012، التركيز على الأسواق الصينية الواعدة من طريق تكليف شركة علاقات عامة في الصين تهدف إلى تعميق المعرفة المتبادلة». وأعلن عميد كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية عبدالله سعيد، أن الكلية «تضم عدداً محدوداً من الطلاب، وهي كلية تطبيقية بامتياز والطالب المنتسب اليها يبدأ العمل فور تخرجه». وأكد «التطلع إلى التوسع في المستقبل في أعداد الطلاب، وتنوع أقسامها الأكاديمية، واستقطاب كوادر تعليمية ذات شهرة عالمية كي تستطيع تزويد القطاع السياحي في لبنان والدول العربية». وقدّر سعيد، المردود السنوي لقطاع السياحة في لبنان على الاقتصاد «بنسبة تزيد على 22 في المئة من الدخل الوطني». ورأى رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الاشقر، أن هذا الملتقى يهدف إلى أن «نرسم معكم خريطة طريق لتطوير علاقات اقتصادية سياحية متوازنة ومتكافئة لأن الاقتصاد الصيني نامٍ، والاستثمارات الصينية منتشرة في العالم، والمساعدات الصينية إلى جانب كل صديق، والسياح الصينيين يملأون العالم، ويستحق ان يكون لبنان على خريطتكم السياحية والاستثمارية». وأشار رئيس جمعية الصداقة اللبنانية - الصينية نينغ زوكو، إلى أن إحصاءات وزارة الداخلية والسفارة الصينية في لبنان، تفيد بأن «عدد السياح الصينيين إلى لبنان بلغ 5938 عام 2010، في مقابل 12515 زائراً لبنانياً للصين ومن بينهم 7018 سائحاً لبنانياً». واعتبر أن «هذه الأرقام غير كافية». وأوضح منسق الملتقى رئيس الرابطة اللبنانية - الصينية للصداقة والتعاون مسعود ضاهر، أن لبنان «يستضيف الملتقى الأول انطلاقاً من رؤية ثقافية واضحة، ترى أن السياحة ثقافة وفنون وتفاعل حضاري». ورأى عبود أن «التبادل السياحي بين البلدين لا يزال ضئيلاً»، مشيراً إلى «زيارة 4200 سائح صيني لبنان في الشهور العشرة الأولى من هذه السنة، في مقابل 5400 العام الماضي». لذا «لا بد من زيادة هذه الأعداد الوافدة، خصوصاً أن نسبة زيارة السياح الصينيين الى البلدان المجاورة وتحديداً تركيا والأردن هي أضعاف ذلك». وحضّ أصحاب مكاتب السفر والسياحة في لبنان ومنظمي الرحلات، على «تفعيل التبادل وتشجيع الاستقطاب الصيني إلى لبنان عبر تنظيم رحلات منظمة جاذبة».