طهران، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أطلقت السلطات الإيرانية أمس، خمسة من تسعة موظفين محليين في السفارة البريطانية اعتقلتهم في طهران الأحد الماضي، واتهمتهم بالتورط في الاضطرابات التي اعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، كما اكدت انها لا تنوي خفض علاقاتها الديبلوماسية مع بريطانيا والغرب عموماً. في لندن، ابدى رئيس الوزراء غورودن براون «خيبة امل قوية بسبب اعتقال ايران عدداً من موظفي السفارة»، وطالب بإطلاقهم «كي يستأنفوا عملهم». وقال ان «الاعمال التي قامت بها ايران واولها طرد ديبلوماسيين والآن اعتقال عدد من موظفينا المحليين، غير مقبول وغير مبرر وليس له اساس». وقال الناطق باسم رئيس الوزراء غوردون براون ان «السلطات الإيرانية لا تزال تعتقل اربعة موظفين محليين في السفارة البريطانية. اننا قلقون جداً لاعتقالهم واستمرار احتجازهم. هذه الاعتقالات غير مقبولة وغير مبررة إطلاقاً». في طهران، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي: «من اصل تسعة اشخاص اعتُقلوا، أُفرج عن خمسة ولا يزال الآخرون قيد الاستجواب». وأضاف ان «القضايا الأخيرة حصلت بسبب السلوك الديبلوماسي اللاتقليدي للسفارة البريطانية في طهران». وأوضح أن وزيري الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند والإيراني منوشهر متقي تحدثا هاتفياً مساء الأحد الماضي، مشيراً الى ان ميليباند أكد ان «لا نية لبريطانيا في التدخل بالشؤون الداخلية لإيران». وأضاف: «قال متقي انهم اذا اثبتوا ذلك حقاً بالفعل، يمكن اعتبار الأمر خطوة ايجابية». وكان وزير الاستخبارات الإيراني غلام حسين اجئي قال الأحد ان السفارة البريطانية «تتعاقد مع عدد كبير من الموظفين المحليين وتستخدمهم لأغراض غير ديبلوماسية». وأضاف ان «السفارة البريطانية كانت ترسل موظفيها بين المشاغبين، ليدفعوهم الى تأجيج الاضطرابات». لكن ميليباند طالب الأحد بإطلاقهم، وقال ان زملاءه في الاتحاد الأوروبي اتفقوا على «رد فعل جماعي قوي» على اي «تحرش او ترهيب» تتعرض له البعثات الأوروبية في ايران. وكان متقي قال الأسبوع الماضي ان ايران «تدرس» خفض مستوى العلاقات مع بريطانيا، بعد تبادل البلدين طرد ديبلوماسيين. لكن قشقاوي قال رداً على سؤال عما اذا كانت طهران تعتزم إغلاق السفارة البريطانية: «ليس هناك في الوقت الحاضر خطة لإغلاق اي سفارة او تخفيض مستوى علاقاتنا الديبلوماسية مع أي دولة، بما في ذلك بريطانيا». وأضاف ان «اعتقال موظفين محليين لا يعني خفض مستوى» العلاقات الديبلوماسية. وزاد: «لا نتصرف بانفعالية. اننا واقعيون جداً ونتحرك استناداً الى أدلة». وقال متقي ان «التستر خلف الاتحاد الأوروبي لا يحل مشكلة بريطانيا، وعليها ان تقدم ايضاحات حول ممارساتها»، داعياً الاتحاد الى «عدم متابعة هذه اللعبة الخاسرة». واشار الى ان الاتصال الهاتفي مع ميليباند لم يسفر عن «وجهة نظر موحدة»، موضحاً انه اجاب على رسالة بعث بها اليه نظيره البريطاني. على صعيد آخر، اتهم قشقاوي عناصر من منظمة «مجاهدين خلق» بالاعتداء على السفارة الإيرانية في السويد الجمعة الماضي. وطالب الحكومة السويدية بالتعويض عن «الخسائر المادية والمعنوية» التي لحقت بالسفارة. وقال ان «ديبلوماسيينا في استوكهولم قلقون على امنهم، بسب تواجد الإرهابيين في السويد»، مضيفاً انه يُعرف عن استوكهولم انها «مدينة غير آمنة بالنسبة الى الديبلوماسيين». إسرائيل وروسيا من جهة أخرى، أشارت صحيفة «هآرتس» الى «توتر جدي» في العلاقات بين موسكو وتل أبيب، بعد ابلاغ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال زيارته موسكو الأسبوع الماضي، نية بلاده تنفيذ صفقة بيع ايران صواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز «أس-300». وأوضحت الصحيفة أن الصفقة أُبرمت بين روسيا وإيران قبل أكثر من سنة، لكن تنفيذها أرجئ بسبب الضغوط الأميركية والإسرائيلية. وبعدما ابلغت موسكو تل أبيب نيتها عدم تنفيذ الصفقة، أوردت «هآرتس» ان الرئيس الروسي أوضح لليبرمان أن موسكو تعاني أزمة اقتصادية صعبة، وأن من شأن الصفقة مع طهران تخفيف حدة هذه الأزمة. وكانت صحيفة «معاريف» أوردت أن موسكو اقترحت على إسرائيل أن تشتري، أو تقنع دولة ثالثة، بشراء الصواريخ التي بيعت لإيران. وأفادت معلومات بأن اسرائيل باعت روسيا ثلاث طائرات من دون طيار، بهدف استغلالها في محاولات ثني موسكو عن بيع صواريخ وأسلحة متطورة لكل من ايران وسورية. وأوردت «هآرتس» أن الموقف المستجد لموسكو دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى اجراء اتصال هاتفي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، طلب خلاله وقف تنفيذ الصفقة. كما يسعى الى توسط الرئيس الأميركي باراك اوباما لإقناع نظيره الروسي خلال لقائهما الأسبوع المقبل، بالعدول عن تنفيذ الصفقة.