روما - أ ف ب - بضغط من الفاتيكان أعلنت مجموعة بنيتون الإيطالية للأزياء أنها سحبت من حملتها الدعائية صورة مركّبة يظهر فيها البابا بنديكتوس السادس عشر وهو يقبّل شيخ الأزهر أحمد الطيب، لكنها أبقت صوراً أخرى، بينها صورة قُبلة بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل، وذلك، ضمن «تيمة» دعائية» ترتكز على «الأضداد». وأعربت مجموعة الملابس الإيطالية المعروفة بحملاتها الجريئة عن «أسفها لكون استخدام هذه الصورة قد جرح مشاعر المؤمنين»، معلنة «سحب الصورة فوراً من الحملة الدعائية». وصرح ناطق باسم المجموعة التي استخدمت في حملتها الدعائية أيضاً صوراً مركبة يظهر فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقبّلاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: «نذكّر بأن المقصود من هذه الحملة هو حصراً التصدي لثقافة الكراهية بأشكالها المختلفة». وكان الفاتيكان هدّد المجموعة «بتحرك لدى السلطات المختصة»، مندداً «بقلة احترام خطيرة للبابا وبجرح مشاعر المؤمنين». وانتقد الناطق باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردي في بيان «الاستخدام غير المقبول لصورة الحبر الأعظم التي تم التلاعب بها واستخدمت في حملة دعائية لأغراض تجارية». وبثّت مجموعة «بنيتون» صورة دعائية مركّبة يظهر فيها البابا وهو يقبّل شيخ الأزهر باسم مكافحة «الكراهية»، ما أثار انتقادات الأوساط الكاثوليكية. وتدخل هذه الصور في إطار حملة دعائية جديدة بعنوان «لا للكراهية» عرضها في باريس نائب رئيس المجموعة أليساندرو بنيتون، وكان يفترض أن تعلّق في متاجر المجموعة حول العالم. وقال أليساندرو بنيتون «إنها صور رمزية تتضمن التماسة رجاء ساخرة، واستفزازاً بنّاء، للتحفيز على التفكير في الطريقة التي تمكّن السياسة والإيمان والأفكار، حتى لو كانت متعارضة ومختلفة، من حمل الناس على التحاور والتأمل». ورفعت صورة البابا وشيخ الأزهر لفترة وجيزة، على جسر قرب الفاتيكان. كما عرضت صورة صادِمة أخرى أمام كاتدرائية ميلانو، تظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما يقبّل نظيره الصيني هو جينتاو، وتشمل الحملة الدعائية أيضاً صورة قُبلة بين أوباما والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. وبُعيد بث الصور على الإنترنت في إيطاليا، طالبت جهات كاثوليكية بتعليق هذه الحملة الدعائية. وكانت بنيتون ومصورها أوليفييرو توسكاني، اشتهرا بصورهما المركّبة الاستفزازية في التسعينات، لا سيما تحت شعار «ألوان بنيتون المتحدة»، وتتمازج فيها صور أشخاص من أعراق وإتنيات مختلفة، ومن بينها صورة لراهبة شابة ترتدي ثوباً أبيض وتقبّل كاهناً شاباً يرتدي ثوباً كهنوتياً أسود. والعلاقة بين البابا وشيخ الأزهر صعبة حالياً، خصوصاً منذ عبّر بنديكتوس السادس عشر عن تضامنه مع ضحايا الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية وأسفر عن 21 قتيلاً في الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي، إذ اعتبر شيخ الأزهر ذلك التضامن تدخلاً.