واشنطن - أ ف ب - يمارس وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ضغوطاً على «لجنة عليا» مكلفة تحديد الاقتطاعات «الساحقة» المطلوبة في موازنة الدفاع وبرامج التسلح، عبر رسمه صورة قاتمة لمستقبل الدفاع الاميركي. وتحالف الديموقراطي المتخصص بالموازنة بانيتا الذي يعارض امكان فرض اجراءات آلية للاقتصاد، مع اثنين من «الصقور» الجمهوريين. وفي رسالة وجهها الى السناتورين جون ماكين وليندسي غراهام العضوين في اللجنة، تحدث بانيتا بإسهاب عما ستكون عليه وزارة الدفاع (بنتاغون) اذا اقتطع تريليون دولار من موازنته على عشر سنوات اي «نحو عشرين في المئة» ونحو الربع خلال عام واحد. وهذا الاحتمال قائم، على الاقل عملياً، اذ كلف الكونغرس «لجنة عليا» شكلت في آب (اغسطس) الماضي في اطار الاتفاق الذي اقره الكونغرس بشأن رفع سقف الدين، ايجاد 1500 بليون دولار من الوفر على عشر سنوات قبل الثالث والعشرين من الشهر الجاري، او وضع آلية لتنفيذ اجراءات لتوفير 1200 بليون دولار في شكل آلي، نصفها من حساب وزارة الدفاع. من جهة اخرى، يفترض ان يوفر «البنتاغون» 450 بليون دولار اخرى الى جانب الاقتطاعات المحتملة التي تبلغ 600 بليون. ووصف بانيتا الاقتطاعات بأنها شبيهة بكارثة «نهاية العالم» ستؤدي الى اقتطاع مبالغ متساوية من كل فصل في النفقات «مما يجعل معظم مشاريعنا لبناء المباني او السفن غير قابلة للتحقيق». وقال: «لا يمكن شراء ثلاثة ارباع مبنى او سفينة». وتابع انه سيكون على «البنتاغون» عند اخضاعه لهذا النظام «خفض حجم الجيش في شكل كبير» وتسريح عشرين في المئة من الموظفين المدنيين. ويعمل حوالى 750 الف مدني في هذه الوزارة. وأضاف: «بعد عشر سنوات من مثل هذا التوفير، سنمتلك اصغر قوة برية منذ 1940 وأقل عدد من السفن منذ 1915 (اقل من 230 في مقابل 284 حالياً) وأصغر جيش لسلاح الجو في التاريخ». وسيشكل خفض الاموال بنسبة عشرين في المئة تراجعاً قدره 390 بليون دولار في الاستثمارات (التصميم والتنفيذ وتسليم الاسلحة). التخلي عن برامج ويمكن على سبيل المثال التخلي عن مشاريع مثل المقاتلة «اف -35» التي تمتلك قدرات تسمح بحجبها عن الرادار وتعد اغلى مشروع للتسلح في التاريخ، بهدف توفير ثمانين بليون دولار، الى جانب الدرع الاوروبية المضادة للصواريخ (بليونا دولار). كما تحدث بانيتا عن التخلي عن احد عناصر الردع النووي الاميركي، اي الصواريخ العابرة للقارات «مينيتمان 3» التي يبلغ عددها 450 صاروخاً (ثمانية بلايين) وتأجيل مشروع قاذفة استراتيجية جديدة في النصف الثاني من سنوات 2020 وتقليص اسطول الغواصات النووية القاذفة من 14 الى عشر وحدات (سبعة بلايين). وقد يتم التخلي عن برنامج للسفن القتالية الساحلية (18 بليوناً) وكذلك مشروع مصفحات قتالية برية (17 بليوناً). وستجري مراجعة التدريبات لخفضها. ولخص بانيتا فكرته بالقول ان تطبيق مثل هذه الآلية سيؤدي الى «تأخير التصدي للأزمات والنزاعات والكوارث» و«سيحد في شكل هائل» قدراتنا على التدخل على الصعيد العالمي، مشيراً الى «مجازفة غير مقبولة في العمليات المقبلة». ولم يتردد وزير الدفاع الاسبوع الماضي في القول ان قوة عسكرية كهذه لن تكون «سوى نمر من ورق وجيش ثكنات» الامر الذي سيشكل بمثابة «دعوة» الى مهاجمة اميركا.