أكد خبراء ان وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ستطبق سياسة تقشف قاسية في السنوات المقبلة، مهما كانت نتيجة المفاوضات بين البيت الابيض والكونغرس لتجنب «الهاوية المالية». وأشار هؤلاء الى ان المسألة التي لم تعرف هي البنود التي ستشهد اقتطاعات في موازنة الدفاع، علماً ان وزارة الدفاع تفيد بأن الموازنة لن تسجل نمواً خلال السنوات العشر المقبلة الا بمقدار معدل التضخم، اي «فجوة» قيمتها 487 بليون دولار مقارنة بالتوقعات السابقة. وفيما أكد وزير الدفاع ليون بانيتا انه فعل كل ما يلزم لخفض العجز، وانه لن يتقدم باقتراحات اخرى، يشير مسؤولون في البنتاغون الى تجاهل المسؤولين عن الموازنة هذا الأمر. وقال لورن تومسون من مؤسسة «لكسينغتون»، وهي هيئة تمولها خصوصاً صناعة الطيران العسكري: «واضح ان النفقات العسكرية ستواصل تراجعها سواءً طبقنا اقتطاعات تلقائية قيمتها 500 بليون دولار خلال عشرة اعوام او بديلاً آخر بدءاً من مطلع 2013». وأعلن غوردون ادامز، الاستاذ في الجامعة الأميركية بواشنطن، ان كل مراكز البحوث في واشنطن «تتوقع ان تسجل موازنة الدفاع مزيداً من التراجع». والموازنة الضخمة للبنتاغون التي تضاعفت منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، تشير الى تراجع فعلي، إذ ان مشروع موازنة 2013 الذي عرضه الرئيس باراك اوباما يتضمن 614 بليون دولار للدفاع، بينها 89 بليوناً للحرب في افغانستان، وهي موازنة مستقرة مقارنة بالعام الحالي. ويستعد الجيش الأميركي بالتالي لمواجهة حلقة مماثلة لتلك التي شهدها بعد حربي كوريا او فيتنام. وتوقع ادامز خفض عدد طلبيات الطائرة الحربية المستقبلية «اف 35» وعدد ألوية القتال، اي هيكلية سلاح البر وسفن حربية وتدريب العسكريين ايضاً، وكذلك دفع 700 الف مدني في البنتاغون الثمن ايضاً. اما القطاعات الأكثر صعوبة للإصلاح، لأنها حساسة جداً سياسياً، فتشمل اغلاق قواعد والرواتب والمكاسب الاجتماعية للعسكريين. على صعيد آخر، افادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن البنتاغون يخطط لإنشاء شبكة تجسس تنافس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي)، في اطار عملية كبيرة تهدف الى توسيع نشاطات جمع المعلومات الاستخباراتية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين اميركيين لم تسمهم قولهم إن «جزءاً من هذا المشروع يقضي بارسال مئات من الجواسيس الإضافيين الى خارج الولاياتالمتحدة. كما يخططون لإصلاح وكالة الاستخبارات الدفاعية التي تركزت نشاطاتها خلال العقد الماضي على الحربين في العراق وأفغانستان». وأضافت الصحيفة انه «يفترض ان تضم الوكالة، بعد انتهاء عملية الاصلاح، حوالى 1600 من جامعي المعلومات الاستخبارية في العالم، وهو توسيع كبير خصوصاً ان عدد الذين نشرتهم في العالم لم يتجاوز مئات في السنوات الاخيرة». لكن المسؤولين ابلغوا «واشنطن بوست» ان الخطة تشمل ايضاً نشر جيل جديد من العملاء السريين المدربين من قبل «سي آي اي»، والذين سيعملون مع القيادة الأميركية الخاصة للعمليات، ويكلفون مهمات تجسس من قبل وزارة الدفاع. وأكدت الصحيفة ان اولويات استخبارات البنتاغون هي الجماعات الاسلامية الناشطة في افريقيا، ونقل الاسلحة من كوريا الشمالية وايران، وعملية تحديث القطاع العسكري الجارية في الصين.