لا يلبث الدكتور عبدالله الغذامي طويلاً قبل أن يصعد إلى ظهر الحلبة مجدداً ليخوض «مصارعة» أخرى ضد الليبرالية السعودية وليبرالييها، وبعد أن كانت الصحف المحلية مكاناً لهذا الصراع، انتقل الغذامي إلى حلبة جديدة، يمكنه من خلالها التعامل مباشرة مع ردود الفعل التي تأتي حية ومجردة من أي تنقيح ولا تطاولها يد الرقيب الحسيب، فكتب: «هناك خمس وثائق أسهمت في تشكيل صورة الليبرالي السعودي وجعلته موشوماً حيث جرى تلوينه بها وأعرضها كوثائق»، ثم مضى الغذامي في سردها واحدة تلو الأخرى عبر تغريدات قصيرة: «أولها، حلقة طاش وكتبها الدكتور عبدالرحمن الوابلي وصورت الليبرالي درامياً بصورة المدعي والمستهتر، وتركزت الصورة في المتصور الاجتماعي كوشم، وثانيها بحث للدكتور تركي الحمد في الكويت تركز على صورة السكر والسكاكين والتنابز بالأنساب وصفاً لليبرالي السعودي كما قال تركي الحمد، وثالثها سمر المقرن وأميرة القحطاني ونادين البدير ومضاوي الرشيد مثقفات بارزات تكلمن عن الليبراليين بكلام تشيب منه الرؤوس»، واعتبر ذلك «وشماً خطيراً». وأضاف: «رابعها، تكلم منصور النقيدان والدكتور محمد القويز عن خبرة مرة مع الليبراليين السعوديين فيها خيبة أمل مرعبة ويزيد حجم الوشم ولونه، وخامسها، شاعت عبارة زوار السفارات فصارت علامة لاصقة تلاحق صورة أي ليبرالي سعودي، ولست أسلّم بالاتهام ولكنها صورة ذهنية تلاحقهم وتشمهم». وأكد: «والله لو رأيت واحداً أشعر باستحقاقه للقب ليبرالي سعودي لجهرت باسمه في كل محفل، صحيح أن الليبراليين السعوديين نتاج لمرحلتي الحداثة واليسار، غير أن الحداثيين واليساريين كانوا أقوى ثقافياً وأصدق التزاماً». وأعترف الغذامي في تغريدة لاحقة بأنه «حينما قلت إنني أمد يدي للإسلاميين غضب مني قوم وكأنهم يريدون مني أن أقبض يدي وأتجهم، هذا ليس أنا ولا أتمناه لهم. وحينما انتقدت الليبرالية غضب قوم وكأنهم لا يريدون للخطاب الناقد والتمعن في الخلل الثقافي أن يأخذ حقه»، وتساءل: «هل كانت دعوة منهم للسكوت وحجب الرأي». ثم أوضح: «عرفنا الخوف من السلطة وعشناه فعلاً، ولكن أن يخاف المثقف من المثقفين ويجاملهم فماذا يبقى للكون لكي يتنفس؟! محمد سعيد طيب وصف نفسه بالإصلاحي ووبّخ الأدعياء مراراً، أحترمه لأنه صادق لا يدعي ولا يزيف ويبيع الأفكار هذا الفرق بين الموشوم والصادق». سالم السيف، لم يترك تغريدات الدكتور تمر من دون أن يبادلها الحوار، فسأله: «في مثل هذا الحوار يستحسن أن تُسأل أنتَ يا دكتور: هل تؤمن بمبادئ الليبرالية أم لا؟ ليرد عليه الغذامي بالقول: «أرى نفسي تحت عنوان المثقف الحر المستقل»، ليعود السيف موضحاً: «لم يكن سؤالي عن هذا، ولا عن كونك ليبرالياً، سألتك يا دكتور إن كنت تؤمن بالمبادئ الليبرالية: حرية التعبير والتفكير، حرية العمل، حرية المشاركة السياسية، حرية الاعتقاد، حرية التنقل، حرية تشكيل النقابات والأحزاب، حرية التجمع والتظاهرات والاحتجاج»، لتأتيه الإجابة صريحة لا شية فيها: «بكل تأكيد حرية التعبير وحرية التفكير نعم، نعم وسأستحي من نفسي لو غمغت في ذلك». خالد المدبل التقط طرف الخيط الذي فلّه السيف، وأكمل حياكة الأسئلة والملاحظات، فكتب: «لكن الإصلاح ليس فكرة أو مذهباً إنما هو هدف تدعيه جميع النحل والأفكار العامة، أقصد الذي أسلوبه الإصلاحي أليس ليبرالي المذهب؟!»، ليبادره الدكتور بالإجابة: «المنهجية تشترط أن نصف الناس بما يصفون به أنفسهم». لكن خالد الذي لم تقنعه الإجابة أو ربما لم تعجبه، علّق عليها قائلاً: «عموماً أشكرك على إجابتك، ولكن لماذا المنهجية فقط هنا؟ لأنك لم تعترف لأحد بليبراليته حتى وإن ادعاها». وهو التعليق الذي لم يهمله الغذامي، فعاد وعلق عليه بسؤال يحمل الإجابة على كتفيه: «ماذا لو قال قائل إنه فيلسوف ثم رأيت كلامه تهريجاً أفلا تقول إنه فيلسوف مهرج؟! ولك أن تقيس على الليبرالي الموشوم». عبدالرحمن السديس كان مباشراً وطرح سؤالاً وحيداً ثم ولّى: «هل ترى في الأفق أي تقدم لليبراليين السعوديين؟ وهل كانوا عوناً أم ثقلاً في تطور الفكري السعودي؟!»، ليجيبه الغذامي: «مشكلتهم الإقصائية وضيق صدورهم بالرأي المخالف مثلهم مثل غيرهم!» أما شاكر أبوطالب فكتب نقداً حاداً مرره في أحشاء سؤال: «الغذامي يستخدم جميع وسائل الإعلام وتقنيات الاتصال الحديثة الممكنة في معركته مع الليبراليين في السعودية... لماذا هذه الاستماتة المثيرة للتساؤل؟»، ولكنه لم يحصل على أي إجابة. رأيي أعرضه ... ولا أفرضه