تتجه أنظار الجماهير العربية اليوم (الاثنين) صوب ملعب الريان بالعاصمة القطرية الدوحة لمتابعة اللقاء الودي الذي يجمع المنتخبين البرازيلي والمصري لكرة القدم، وانتهى أخر لقاء للمنتخبين في بطولة العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا بفوز صعب للبرازيل 4- 3 بعد أداء مبهر للمصريين. وتحظى مباريات المنتخبين على وجه الخصوص في منطقة الخليج بحضور جماهيري كبير نظراً للشعبية الكبرى للأول ووجود جاليات كبيرة للثاني، لذا نفذت تذاكر المباراة التي سيخصص دخلها بالكامل لصالح ضحايا المجاعات في الصومال. وتمثل المباراة مرحلة جديدة للكرة المصرية التي تريد تخطي كبوتها الأخيرة التي تمثلت في الفشل في بلوغ نهائيات بطولة أمم أفريقيا المقبلة التي توج «الفراعنة» بألقابها الثلاثة الأخيرة كما أنها الاختبار الأول للمدير الفني للمنتخب المصري الأميركي بوب برادلي الذي تسبب في صدمة للجماهير المصرية باختياراته للقاء اليوم التي كان أبرزها استبعاد حارس الزمالك المتألق عبدالواحد السيد وضم حارس المريخ السوداني الذي لا يشارك عصام الحضري، فضلاً عن إقصاء صانع ألعاب الأهلي محمد ابو تريكة على رغم استعادته مستواه في مباراة فريقه وإنبي في المرحلة السادسة من الدوري المحلي، إضافة إلى ضم مهاجم بروسيا دورتموند الألماني محمد زيدان الذي يلازم مقاعد البدلاء ولا يشارك بشكل منتظم منذ انطلاق مباريات فريقه في (البوندزليغا). وبرر برادلي استبعاده أبو تريكة بأنه يحتاج في الوقت الحالي لمجموعة من اللاعبين الجاهزين وأن أبو تريكة ليس أفضل اللاعبين في مركزه، كما برر ضم زيدان بأنه يريد التعرف أكثر على قدراته. أما مدرب حراس مصر زكي عبدالفتاح فبرر استدعاء الحضري برغبته في نقل خبرته إلى بديله الشاب أحمد الشناوي. وتسبب استدعاء الحضري في أزمة بين الاتحادين المصري والسوداني، إذ يصر الأول على مشاركته في لقاء اليوم، فيما يرى الثاني أنها مخالفة لعقوبة إيقافه التي فرضها على الحارس بعد انقطاعه عن تدريبات فريقه المريخ من دون مبرر. من جهته، كشف رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر انه اتفق مع نظيره السوداني معتصم جعفر على حل أزمة الحضري بشكل ودي ما يسمح للحارس بالمشاركة من دون مشكلة. يذكر أن رئيس المريخ السوداني جمال الوالي صرح بأن الحضري سيفسد العلاقة الرياضية بين مصر والسودان جراء الأزمة الأخيرة التي تسبب فيها، مشيراً إلى أنه مستاء للغاية من الاتحاد المصري لإصراره علي انضمام الحضري لقائمة «الفراعنة» في لقاء البرازيل. وكان الاتحاد السوداني أوقف الحضري لمدة عام على المستويين المحلي والدولي لعدم انضباطه مع نادي المريخ، فيما يرى الاتحاد المصري أن إيقاف الحضري دولياً من حق الاتحادين الدولي والأفريقي ولا يملك الاتحاد السوداني هذا الحق. وفي السياق ذاته، استبعد برادلي مهاجم الزمالك عمرو زكي وظهير أيسر الفريق ذاته محمد عبدالشافي بداعي الإصابة، فيما سيعول على ركائز الفريق أحمد فتحي ووائل جمعة وأحمد المحمدي ومحمود فتح الله ومحمود عبدالرازق (شيكابالا) وحسني عبد ربه وعماد متعب. وتشكل المباراة أهمية خاصة لقائد منتخب مصر أحمد حسن إذ سيخوض اليوم اللقاء 178 في مشواره الدولي ليعادل رقم عميد لاعبي العالم الحارس السعودي المعتزل محمد الدعيع. من جانبه، أجرى المدير الفني لمنتخب البرازيل مانو مينزيس تغييرات عدة على التشكيلة التي سيخوض بها لقاء اليوم إذ سيتسعين بعناصر لم تشارك في مباراة الغابون التي فاز بها منتحب «السامبا» قبل أيام بهدفين من دون مقابل إذ سيدفع مينزيس بثنائي الدفاع تياغو سيلفا وداني الفيس نجمي ميلان الإيطالي وبرشلونة الأسباني في التشكيلة الأساسية، فيما جاء لاعب الوسط لوكاس كذلك في التشكيلة الأساسية على حساب ساندرو الذي شارك وسجل هدفاً في مباراة الغابون. أما في الهجوم فاعتمد مينزيس على مهاجم بورتو هالك بجانب لاعبي الوسط المهاجمين هيرنانز الذي سجل أحد هدفي البرازيل امام الغابون في المباراة الاخيرة وكذلك برونو سيزار، فيما يغيب عن تشكيلة البرازيل مهاجم ريال مدريد الأسباني كاكا بداعي الإصابة. ولم يستدع كاكا أفضل لاعب في العالم عام 2007 لصفوف المنتخب البرازيلي منذ 16 شهراً لهبوط مستواه، وكانت آخر مباريات اللاعب الدولية التي خسرها المنتخب البرازيلي أمام نظيره الهولندي صفر-1 في الثاني من يوليو 2010 ليخرج «السليساو» صفر اليدين من ربع نهائي لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. من جهته، يعتقد مدافع ميلان الإيطالي تياغو سيلفا أن الهجمات المرتدة لمنتخب مصر تشكل الخطورة الأكبر على منتخب بلاده في مباراة اليوم. وقال سيلفا في تصريحات لصحيفة (ديارو دو غراند) البرازيلية عن اللقاء: «ستكون مباراة صعبة فلم تعد هناك مواجهات سهلة في كرة القدم الآن، خصوصاً أن مصر تمتلك مهاجمين يتميزون بالسرعة». وأضاف: «من الممكن أن نعاني من هجمات المصريين المرتدة فهم قادرين على نقل الكرة بسرعة إلى الخط الأمامي بفضل سرعات لاعبيهم وأتمنى أن يعي مدافعينا ذلك». وعلى رغم من تحذير سيلفا لزملائه إلا أنه عبر عن ثقته في الفوز في آخر مباريات «راقصي السامبا» الودية في عام 2011. وتابع: «واثق من تحقيق الفوز إذا ركز اللاعبون على تنفيذ التعليمات بدقة وتوخي الحذر من المصريين». وأتم مدافع ميلان: «أتمنى أن نواجه مصر بقوة كبيرة دفاعياً وهجومياً من أجل إنهاء هذا العام بالانتصار في مباراة كبيرة». على صعيد متصل، أسند الاتحاد القطري إدارة اللقاء إلى الحكم الدولي القطري بنجر الدوسري، وبحسب الموقع الرسمي للاتحاد القطري فإن طاقم تحكيم المباراة سيتكون من الدوسري ويعاونه المساعدان محمد جابر ظرمان وحسن راشد الذوادي.