اضطر مدرب المنتخب السعودي فرانك ريكارد للتخلي عن طريقة اللعب التي رأى أنها الأمثل للمباراة مع مرور الدقيقة 51 من المباراة حينما زج بناصر الشمراني كمهاجم ثان بجانب نايف هزازي، وكان هذا التبديل بمثابة نقطة تحول في المباراة، وتمكن معها نايف هزازي من فك التكتلات الدفاعية «الحصينة» التي طبقها لاعبو منتخب تايلاند، ساعدهم في ذلك إصرار لاعبي «الأخضر» على التوغل من العمق لمحاولة الوصول للمرمى التايلاندي، وكان هدف هزازي 59 كما ذكرنا أهم نقاط التحول، التي جعلت المنتخبين في صراع كبير في البحث عن التسجيل، ولكن في النهاية انتصرت المهارة والخبرة لدى اللاعبين السعوديين في حسم النتيجة بثلاثية نظيفة دون رد. ضياع الهوية لم تكن قراءة مدرب المنتخب السعودي ريكارد موفقة للمباراة حينما أوعز للاعبيه اللعب بطريقه 4/2/3/1 تعتمد على وليد عبدالله في حراسة المرمى وأمامه رباعي الدفاع حسن معاذ وأسامة هوساوي وأسامة المولد وعبدالله الزوري وأمامهم محوري الارتكاز سعود كريري وتيسير الجاسم، وإعطاء ثلاثي الوسط المساند للهجوم محمد نور واحمد الفريدي ومحمد الشلهوب حرية تبادل المراكز لمساندة الوحيد في المقدمة نايف هزازي، ولم تفلح مخططات ريكارد من هذا التوجه حينما أجاد لاعبو الخصم الضغط وافتكاك الكرة من لاعبي المنتخب السعودي في وسط الملعب، وتمكنهم أيضاً من إغلاق عمق الدفاع بعدد كبير وتنظيم جيد، لذلك «عجز» لاعبو «الأخضر» من خلق العديد من الفرص الخطرة لمباراة حاسمة وهامة طوال 50 دقيقة، إذا ما استثنينا كرة حسن معاذ الانفرادية في الشوط الثاني، خلاف ذلك «وقع» لاعبو «الأخضر» في «فخ» التوغل من العمق، الذي سهل على لاعبي المنتخب التايلاند محاصرته، والسعي في خلق كرات مرتدة كادت إحداها مع نهاية الشوط الأول أن «تربك» حسابات ومخططات السعوديين، لو وصلت الكرة داخل مرمى وليد عبدالله. الضياع التايلاندي من الأمور الجيدة للمنتخب السعودي أن يكون موعد هدف نايف هزازي من رأسية متقنة وقوية وفي وقت باكر من الشوط الثاني، فمع هذا الهدف «تخلى» لاعبو المنتخب التايلاندي عن الكثير من انضباطيتهم التكتيكية وتركيزهم الذهني، واتجهوا مجبرين لتطبيق أسلوب لا يناسبهم إطلاقاً في مجاراة لاعبي المنتخب السعودي هجومياً، وبالتالي كانت المحصلة تسجيل لاعبي السعودية ثلاثة أهداف من أصل العديد من فرص التسجيل التي توفرت لهم، نتيجة وجود مساحات في وسط ملعب المباراة، وفي المناطق الدفاعية، وهذا ما جعل عمق الدفاع التايلاندي ممراً سهلاً للاعبين محمد نور واحمد الف`ريدي في العديد من الهجمات، وتمت زيارة الشباك التايلاندية عن هذا الممر الذي كان أكبر وأقوى مناطق منتخب تايلاند. تبديلات غير ناجحة تظل استفادة المنتخب من حقوق التبديل الثلاثة في هذه المباراة «محصورة» فقط في دخول ناصر الشمراني على حساب تيسير الجاسم مع الدقيقة 51، خلاف ذلك لم يكن للبديلين الآخرين نواف العابد، واحمد عطيف دوراً «مؤثراً» خلال الدقائق التي شاركوا فيها، وربما تقتصر الفائدة في ذلك على عنصر «التنشيط» فقط، فدخول العابد على حساب محمد الشلهوب لم يضف أية أدوار تكتيكية على وسط ملعب المباراة، ويأتي دخول احمد عطيف على حساب الفريدي كتبديل إجباري، بل جاء أدوار عطيف دفاعية أكثر مما هي هجومية كما كان الفريدي. فوائد الفوز تحقيق نتيجة الفوز على منتخب لا بد أن يكون لها مردوداً إيجابياً على لاعبي المنتخب قبل اللقاء الحاسم الثلثاء المقبل أمام منتخب عمان، فتحقيق ثلاث نقاط كاملة، كسرت إلى حد كبير حاجز الضغوط النفسية التي يعانيها لاعبو الأخضر مع الثلاث المباريات الماضية، التي لم يتذوق فيها المنتخب الفوز، ويأتي تسجيل المنتخب لثلاث أهداف أيضاً له دافع كبير للاعبي المنتخب بأنهم قادرين على زيارة مرمى المنتخبات المنافسة في أي وقت، وهذا الانتصار على مردودة سيكون ايجابياً قبل مباراة عمان، فقد تكون عودة الثقة في الإمكانات وعودة القتالية في الشوط الثاني تحديداً أحد عوامل الدعم الكبير للمنتخب خلال مباراة عمان الحاسمة، إضافة إلى خروج المدرب ريكارد وجهازه المعاون من فوائد عديدة من مباراة تايلاند، ولا بد من تلافي السلبيات، وتدعيم الايجابيات قبل مخططات مباراة عمان.