أثار إعلان الهيئة العامة للغذاء والدواء، عن سحب حبوب منع الحمل «ياسمين» من الصيدليات، مخاوف الكثير من النساء، حتى اللاتي لا يستخدمن هذه النوعية من الحبوب، إذ قرر بعضهن التوقف عن أخذ حبوب منع الحمل، خوفاً من آثارها الجانبية، وبخاصة بعد أن أعلنت الهيئة أن المنتج المحظور يسبب «تجلط الأوعية الدموية». وطالبت السيدات بإجراء تحاليل على موانع الحمل الأخرى، تحسبا لاكتشاف أعراض مستقبلية قد تكون مشابهة للآثار التي يخلفها منتج «ياسمين». وفضلت سيدات، مراجعة طبيبات في مراكز الرعاية الصحية الأولية، لمعرفة الأضرار الناجمة عن موانع الحمل الأخرى، والتأثيرات الجانبية ل «ياسمين»، والبدائل التي تنصح بها الطبيبات. وقالت الطبيبة في مركز المزروعية الصحي في الدمام الدكتورة نورة الدليقان، ل «الحياة»: «ازداد اهتمام المرأة السعودية في موانع الحمل، والمباعدة بين فترات الإنجاب، ولكن منع بعض منتجات حبوب منع الحمل، لمضارها الصحية، أثار مخاوف كثيرة بين السعوديات». وأضافت الدليقان، «نفذنا برامج توعوية، وحلقات إرشادية وطبية، حول موانع الحمل وأهميتها، وكيفية تنظيم الإنجاب. ولكن إعلان هيئة الغذاء والدواء، أشعل المخاوف من الأضرار التي قد تقع نتيجة تناول حبوب منع الحمل، وهذا الأمر ليس صحيحاً، لأنه ليست كل موانع الحمل ضارة»، مستدركة أن «مخاوف النساء كانت طبيعية، لأنه توجد نسبة عالية منهن كانت تأخذ «ياسمين». ونحاول الآن إعادة الثقة في موانع الحمل الأخرى. وهذا الأمر يتطلب وقتاً وجهداً مضاعفاً، أي بنفس الجهود التي بذلت لإقناعهن بأهمية موانع الحمل، وكيفية تنظيم النسل». وأشارت إلى دراسة أعدتها الدكتورة السعودية ديانا منصور، التي ترأس قسم خدمات الخصوبة في منطقة نيوكاسل أون تاين البريطانية، توصلت إلى أن «نحو 45 في المئة من السعوديات، يتناولن أقراص تنظيم الحمل في العام أو العامين الأولين من زواجهن، كي يتهيأن نفسياً ومادياً لمواجهة متطلبات الأمومة والحياة الزوجية». وعزت ذلك إلى «ارتفاع نسبة التعليم ودرجة الوعي في تعقيدات الحياة العصرية ومتطلباتها المتزايدة». وأضافت أن الدراسة التي اعتمدت التقسيم المناطقي للنساء المتزوجات في السعودية، بينت «ارتفاع نسبة تعاطي عقاقير تنظيم الحمل بين شرائح المتزوجات في المناطق الغربية والوسطى والشرقية، إلى 32.7 في المئة. فيما انخفضت هذه النسبة بين المتزوجات في المناطق الجنوبية والشمالية إلى 17.3 في المئة. ولوحظ أن النسبة الأخيرة من الزوجات تشكل فيها الفئات العمرية بين 17 إلى 25 سنة، نسبة 75 في المئة». يُشار إلى أن قطاع الدواء في الهيئة العامة للغذاء والدواء، حذر من خطر الإصابة بتجلط الأوعية الدموية الوريدية، عند استخدام حبوب منع الحمل المحتوية على مادة «دروسبيرينون»، مثل مستحضر «ياسمين»، وهو الوحيد المسجل في المملكة الذي يحوي تلك المادة. وشمل التحذير «احتمال تزايد هذا الخطر عند استخدام هذا المستحضر لدى المرضى، الذين لديهم عوامل خطورة، أو تاريخ مرضي سابق لمرض تجلط الأوعية الدموية الوريدي».